Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 61, Ayat: 11-11)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { تُؤْمنُونَ بالله وَرَسُوله وَتُجَـٰهدُونَ في سَبيل الله بأَمْوَالكُمْ وَأَنْفُسكُمْ } استئناف بياني كأنه قيل : ما هذه التجارة ؟ دلنا عليها : فقيل : { تُؤْمنُونَ } الخ ، والمضارع في الموضعين كما قال المبرد وجماعة خبر بمعنى الأمر أي آمنوا وجاهدوا ، ويؤيده قراءة عبد الله كذلك ، والتعبير به للإيذان بوجوب الامتثال كأن الإيمان والجهاد قد وقعا فأخبر بوقوعهما ، والخطاب إذا كان للمؤمنين الخلص فالمراد تثبتون وتدومون على الإيمان أو تجمعون بين الإيمان والجهاد أي بين تكميل النفس وتكميل الغير وإن كان للمؤمنين ظاهراً فالمراد تخلصون الإيمان ، وأياً ما كان فلا إشكال في الأمر ، وقال الأخفش : { تُؤْمنُونَ } الخ عطف بيان على { تِجَارَةٍ } [ الصف : 10 ] ، وتعقب بأنه لا يتخيل إلا على تقدير أن يكون الأصل أن تؤمنوا حتى يتقدر بمصدر ، ثم حذف أن فارتفع الفعل كما في قوله : @ ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى @@ يريد أن أحضر فلما حذف أن ارتفع الفعل وهو قليل ، وقال ابن عطية : { تُؤْمنُونَ } فعل مرفوع بتقدير : ذلك أنه تؤمنون ، وفيه حذف المبتدأ وأن واسمها وإبقاء خبرها ، وذلك على ما قال أبو حيان : لا يجوز . وقرأ زيد بن علي تؤمنوا وتجاهدوا بحذف نون الرفع فيهما على إضمار لام الأمر أي لتؤمنوا وتجاهدوا ، أو ولتجاهدوا كما في قوله : @ قلت لبواب على بابها تأذن لنا إني من أحمائها @@ وكذا قوله : @ محمد تفد نفسك كل نفس إذا ما خفت من أمر تبالا @@ وجوز الاستئناف ، والنون حذفت تخفيفاً كما في قراءة { ساحران يظاهرا } [ القصص : 48 ] وقوله : @ ونقري ما شئت أن تنقري قد رفع الفخ فماذا تحذري @@ وكذا قوله : @ أبيت أسري وتبيتي تدلكي وجهك بالعنبر والمسك الذكي @@ وأنت تعلم أن الحذف شاذ . { ذٰلكُمْ } أي ما ذكر من الإيمان والجهاد { خَيْرٌ لَكُمْ } على الإطلاق أو من أموالكم وأنفسكم { إنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } أي إن كنتم من أهل العلم إذ الجهلة لا يعتدّ بأفعالهم حتى توصف بالخيرية ، وقيل : أي إن كنتم تعلمون أنه خير لكم كان خيراً لكم حينئذ لأنكم إذا علمتم ذلك واعتقدتم أحببتم الإيمان والجهاد فوق ما تحبون أموالكم وأنفسكم فتخلصون وتفلحون .