Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 61, Ayat: 13-13)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأُخْرَى } أي ولكم إلى ما ذكر من النعم نعمة أخرى ، فأخرى مبتدأ ، وهي في الحقيقة صفة للمبتدأ المحذوف أقيمت مقامه بعد حذفه ، والخبر محذوف قاله الفراء ، وقوله تعالى : { تُحبُّونَهَا } في موضع الصفة ، وقوله سبحانه : { نَصْرٌ مِّنَ الله وَفَتْحٌ قَريبٌ } أي عاجل بدل أو عطف بيان ، وجملة المبتدأ وخبره قيل : حالية ؛ وفي « الكشف » انها عطف على جواب الأمر أعني { يَغْفرْ } [ الصف : 12 ] من حيث المعنى كما تقول : جاهدوا تؤجروا ولكم الغنيمة وفي { تُحبُّونَهَا } تعبير لهم وكذلك في إيثار الاسمية على الفعلية وعطفها عليها كأن هذه عندهم أثبت وأمكن ونفوسهم إلى نيلها والفوز أسكن . وقيل : { أُخْرَى } مبتدأ خبره { نَصْرٌ } وقال قوم : هي في موضع نصب باضمار فعل أي ويعطكم أخرى ، وجعل ذلك من باب : @ علفتها تبناً وماءاً بارداً @@ ومنهم من قدر تحبون أخرى على أنه من باب الاشتغال ، و { نَصْرٌ } على التقديرين خبر مبتدأ محذوف أي ذلك أو هو نصر ، أو مبتدأ خبره محذوف أي نصر وفتح قريب عنده ، وقال الأخفش : هي في موضع جر بالعطف على { تجَارَة } [ الصف : 10 ] وهو كما ترى . وقرأ ابن أبـي عبلة ( نصراً وفتحاً قريباً ) بالنصب بأعني مقدراً ، أو على المصدر أي تنصرون نصراً ويفتح لكم فتحاً ، أو على البدلية من { أُخْرَى } على تقدير نصبها . { وَبَشِّر المُؤْمنينَ } عطف على قل مقدراً قبل قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا ٱلَّذينَ ءَامَنُوا } [ الصف : 10 ] وقيل : على أبشر مقدراً أيضاً ، والتقدير فأبشر يا محمد وبشر . وقال الزمخشري : هو عطف على { تُؤْمِنُونَ } [ الصف : 11 ] لأنه في معنى الأمر كأنه قيل : آمنوا وجاهدوا يثبكم الله تعالى وينصركم وبشر يا رسول الله المؤمنين بذلك . وتعقبه في « الإيضاح » بأن فيه نظراً لأن المخاطبين في { تُؤْمِنُونَ } هم المؤمنون ، وفي { بَشِّر } هو النبـي صلى الله عليه وسلم ، ثم قوله تعالى : { تُؤْمِنُونَ } بيان لما قبله على طريق الاستئناف فكيف يصح عطف { بَشِّر المُؤْمنينَ } عليه ؟ وأجيب بما خلاصته أن قوله سبحانه : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } للنبـي صلى الله عليه وسلم وأمته كما تقرر في أصول الفقه ، وإذا فسر بآمنوا وبشر دل على تجارته عليه الصلاة والسلام الرابحة وتجارتهم الصالحة ، وقدم { آمَنُواْ } لأنه فاتحة الكل ، ثم لو سلم فلا مانع من العطف على جواب السائل بما لا يكون جواباً إذا ناسبه فيكون جواباً للسؤال وزيادة كيف وهو داخل فيه ؟ كأنهم قالوا : دلنا يا ربنا فقيل : آمنوا يكن لكم كذا وبشرهم يا محمد بثبوته لهم ، وفيه من إقامة الظاهر مقام المضمر وتنويع الخطاب ما لا يخفى نبل موقعه ، واختاره صاحب « الكشف » فقال : إن هذا الوجه من وجه العطف على قل ووجه العطف على فأبشر لخلوهما عن الفوائد المذكورة يعني ما تضمنه الجواب .