Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 63, Ayat: 9-9)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوٰلُكُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ } أي لا يشغلكم الاهتمام بتدبير أمورها والاعتناء بمصالحها والتمتع بها عن الاشتغال بذكر الله عز وجل من الصلاة وسائر العبادات المذكرة للمعبود الحق جل شأنه ، فذكر الله تعالى مجاز عن مطلق العبادة كما يقتضيه كلام الحسن وجماعة ، والعلاقة السببية لأن العبادة سبب لذكره سبحانه وهو المقصود في الحقيقة منها . وفي رواية عن الحسن أن المراد به جميع الفرائض ، وقال الضحاك وعطاء : الذكر هنا الصلاة المكتوبة ، وقال الكلبـي : الجهاد مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقيل : القرآن ، والعموم أولى ، ويفهم كلام « الكشاف » أن المراد بالأموال والأولاد الدنيا ، وعبر بهما عنها لكونهما أرغب الأشياء منها قال الله تعالى : { ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا } [ الكهف : 46 ] فإذا أريد بذكر الله العموم يؤول المعنى إلى لا تشغلنكم الدنيا عن الدين ، والمراد بنهي الأموال وما بعدها نهي المخاطبين وإنما وجه إليها للمبالغة لأنها لقوة تسببها للهو وشدة مدخليتها فيه جعلت كأنها لاهية ، وقد نهيت عن اللهو ، فالأصل لا تلهوا بأموالكم الخ ، فالتجوز في الإسناد ، وقيل : إنه تجوز بالسبب عن المسبب كقوله تعالى : { فَلاَ يَكُن فِى صَدْرِكَ حَرَجٌ } [ الأعراف : 2 ] أي لا تكونوا بحيث تلهيكم أموالكم الخ . { وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ } أي اللهو بها وهو الشغل ، وهذا أبلغ مما لو قيل : ومن تلهه تلك { فَأُوْلَٰئِكَ هُمُ ٱلْخَـٰسِرُونَ } حيث باعوا العظيم الباقي بالحقير الفاني . وفي التعريف بالإشارة والحصر للخسران فيهم ، وفي تكرير الإسناد وتوسيط ضمير الفصل ما لا يخفى من المبالغة . وكأنه لما نهي المنافقون عن الإنفاق على من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وأريد الحث على الإنفاق جعل قوله تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } الخ تمهيداً وتوطئة للأمر بالإنفاق لكن على وجه العموم في قوله سبحانه : { وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَـٰكُمْ } .