Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 33-33)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

تذييل للتعجيب من استمرارهم على الكفر بعدما ظهر لهم من الحجج والآيات ، وتأييس من إيمانهم بإفادة أن انتفاء الإيمان عنهم بتقدير من الله تعالى عليهم فقد ظهر وقوع ما قدره من كلمته في الأزل . والكاف الداخلة قبل اسم الإشارة كاف التشبيه . والمشبه به هو المشار إليه ، وهو حالهم وضلالهم ، أي كما شاهدتَ حقَّت كلمة ربك ، يعني أن فيما شاهدتَ ما يبين لك أن قد حقت كلمة ربك عليهم أنهم لا يؤمنون . وقوله { أنهم لا يؤمنون } بَدل من كلِمة أو من كلمات . والمراد مضمون جملة { أنهم لا يؤمنون } . وقرأ نافع ، وابن عامر { كلمات ربك } بالجمع . وقرأها الباقون بالإفراد ، والمعنى واحد لأن الكلمة تطلق على مجموع الكلام كقوله تعالى { كلا إنها كلمة هو قائلها } المؤمنون 100 ، ولأن الجمع يكون باعتبار تعدد الكلمات أو باعتبار تكرر الكلمة الواحدة بالنسبة لأناس كثيرين . والفسق الخروج من المسلك الذي شأن الشيء سلوكه ، والمراد به فسق عن تلقي دعوة الرسل وإعمال النظر ، وتقدم في قوله تعالى { وما يُضل به إلا الفاسقين } في سورة البقرة 26 . ثم يجوز أن يكون المراد بالذين فسقوا كل من استمر على فسقه فلا يؤمن ، فتكون الجملة تذييلاً لما فيها من العموم الشامل لهؤلاء المتحدث عنهم ، كقوله تعالى { كذلك يضرب الله الحق والباطل } الرعد 17 ، ويجوز أن يكون المراد بالذين فسقوا المتحدث عنهم خاصة فيكون من الإظهار في مقام الإضمار لإفادة أنهم مع صفاتهم السابقة قد اتصفوا بالفسق ، ولإفادة كون فسقهم علة في أنْ حقت عليهم كلمة الله ، ويكون المشبه به هو الحق المأخوذ من { حَقَّت } أي كذلك الحق حقَّتْ عليهم كلمة ربك مبالغة في ظهوره حتى أنه إذا أريد تشبيهه وتقريبه لم يشبه إلا بنفسه على طريقة قوله تعالى { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً } في سورة البقرة 143 . وهي مع ذلك تذييل لما فيه من الفذلكة والتعجيب .