Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 104, Ayat: 8-9)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذه جملة يجوز أن تكون صفة ثالثة لــــ { نار اللَّه } الهمزة 6 بدون عاطف ، ويجوز أن تكون مستأنفة استئنافاً ابتدائياً وتأكيدها بــــ إنّ لتهويل الوعيد بما ينفي عنه احتمالَ المجاز أو المبالغة . وموصدة اسم مفعول من أوصد الباب ، إذا أغلقه غلقاً مطبقاً . ويقال آاصد بهمزتين إحداهما أصلية والأخرى همزة التعدية ، ويقال أصَدَ الباب فعلاً ثلاثياً ، ولا يقال وصَد بالواو بمعنى أغلق . وقرأ الجمهور { موصدة } بواو بعد الميم على تخفيف الهمزة ، وقرأه أبو عمرو وحمزة وحفص عن عاصم ويعقوب وخلف بهمزة ساكنة بعد الميم المضمومة . ومعنى إيصادها عليهم ملازمة العذاب واليأسُ من الإِفلات منه كحال المساجين الذين أغلق عليهم باب السجن تمثيلَ تقريب لشدة العذاب بما هو متعارف في أحوال الناس ، وحالُ عذاب جهنم أشد مما يبلغه تصور العقول المعتاد . وقوله { في عمد مُمَدّدة } حال إما من ضمير { عليهم } أي في حال كونهم في عَمَد ، أي موثوقين في عمد كما يوثق المسجون المغلظ عليه من رجليه في فَلْقَة ذاتِ ثَقب يدخل في رجله أو في عنقه كالقرام . وإمّا حال من ضمير { إنها } ، أي أن النار الموقدة في عمد ، أي متوسطة عَمداً كما تكون نار الشواء إذ توضع عَمَد وتجعل النار تحتها تمثيلاً لأهلها بالشواء . و { عَمَد } قرأه الجمهور بفتحتين على أنه اسم جمع عمود مثل أديم وأدم . وقرأه حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وخلف « عُمُد » بضمتين وهو جمع عمود ، والعمود خشبة غليظة مستطيلة . والممدَّدة المجعولة طويلة جدّاً ، وهو اسم مفعول من مدده ، إذا بالغ في مده ، أي الزيادة فيه . وكل هذه الأوصاف تقوية لتمثيل شدة الإِغلاظ عليهم بأقصى ما يبلغه متعارف الناس من الأحوال .