Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 74-76)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
التعريف في { الرّوع } وفي { البشرى } تعريف العهد الذكري ، وهما المذكوران آنفاً ، فالرّوع مرادف الخيفة . وقوله { يجادلنا } هو جواب { لمّا } صيغ بصيغة المضارع لاستحضار الحالة العجيبة كقوله { ويَصنع الفلك } هود 38 . والمجادلة المحاورة . وقد تقدّمت في قوله { ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم } في سورة النساء 107 . وقوله { في قوم لوط } على تقدير مضاف ، أي في عقاب قوم لوط . وهذا من تعليق الحكم باسم الذّات ، والمراد حال من أحوالها يعيّنه المقام ، كقوله { حرمْت عليكم الميتة } المائدة 3 أي أكلها . والمجادلة هنا دعاء ومناجاة سأل بها إبراهيم عليه السّلام ربّه العفو عن قوم لوط خشية إهلاك المؤمنين منهم . وقد تكون المجادلة مع الملائكة . وعدّيت إلى ضمير الجلالة لأنّ المقصود من جدال الملائكة التعرّض إلى أمر الله بصرف العذاب عن قوم لوط . والـ { حليم } الموصوف بالحلم وهو صفة تقتضي الصفح واحتمال الأذى . والـ { أوّاه } أصله الذي يكثر التأوُّه ، وهو قول أوّه . وأوّه اسم فعل نائب مناب أتوجع ، وهو هنا كناية عن شدة اهتمامه بهموم الناس . والـ { منيب } من أناب إذا رجع ، وهو مشتق من النوب وهو النزول . والمراد التّوبة من التقصير ، أي محاسب نفسه على ما يَحذر منه . وحقيقة الإنابة الرجوع إلى الشيء بعد مفارقته وتركه . وجملة { يا إبراهيم أعرض عن هذا } مقول محذوف دل عليه المقام وهو من بديع الإيجاز ، وهو وحي من الله إلى إبراهيم عليه السّلام ـ ، أو جواب الملائكة إبراهيم عليه السّلام ـ . فإذا كان من كلام الله فقوله { أمر ربك } إظهار في مقام الإضمار لإدخال الرّوع في ضمير السامع . و { أمر الله } قضاؤه ، أي أمر تكوينه .