Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 21-21)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا اعتراض ناشىء عن قوله { وأنبتنا فيها من كل شيء موزون } سورة الحجر 19 الآية . وفي الكلام حذف الصفة كقوله تعالى { يأخذ كل سفينة غصباً } سورة الكهف 79 أي سفينةٍ صالحةٍ . والخزائن تمثيل لصلوحية القدرة الإلهية لتكوين الأشياء النافعة . شبهت هيئة إيجاد الأشياء النافعة بهيئة إخراج المخزونات من الخزائن على طريقة التمثيلية المَكنية ، ورُمز إلى الهيئة المشبّه بها بما هو من لوازمها وهو الخزائن . وتقدم عند قوله تعالى { قل لا أقول لكم عندي خزائن الله } في سورة الأنعام 50 . وشمل ذلك الأشياء المتفرقة في العالم التي تصل إلى الناس بدوافع وأسباب تستتب في أحوال مخصوصة ، أو بتركيب شيء مع شيء مثل نزول البَرد من السحاب وانفجار العيون من الأرض بقصد أو على وجه المصادفة . وقوله { وما ننزله إلا بقدر معلوم } أطلق الإنزال على تمكين الناس من الأمور التي خلقها الله لنفعهم ، قال تعالى { هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً } في سورة البقرة 29 ، إطلاقاً مجازياً لأن ما خلقه الله لمّا كان من أثر أمر التكوين الإلهي شبّه تمكين الناس منه بإنزال شيء من علو باعتبار أنه من العالم اللدني ، وهو علو معنوي ، أو باعتبار أن تصاريف الأمور كائن في العوالم العلوية ، وهذا كقوله تعالى { وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج } في سورة الزمر 6 ، وقوله تعالى { يتنزل الأمر بينهن } في سورة الطلاق 12 . والقَدر بفتح الدال التقدير . وتقدم عند قوله تعالى { فسالت أودية بقدرها } في سورة الرعد 17 . والمراد { بمعلوم } أنه معلوم تقديره عند الله تعالى .