Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 81-81)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

عطف على أخواتها . والقول في نظم { والله جعل لكم } كالقول في نظائره المتقدّمة . وهذا امتنان بنعمة الإلهام إلى التوقّي من أضرار الحرّ والقُرّ في حالة الانتقال ، أعقبت به المنّة بذلك في حال الإقامة والسكنى ، وبنعمة خلق الأشياء التي يكون بها ذلك التوقّي باستعمال الموجود وصنع ما يحتاج إليه الإنسان من اللباس ، إذ خلق الله الظّلال صالحة للتوقّي من حَرّ الشمس ، وخلقَ الكهوف في الجبال ليمكن اللجأ إليها ، وخلق مواد اللباس مع الإلهام إلى صناعة نسجها ، وخلق الحديد لاتّخاذ الدروع للقتال . ومن في { مما خلق } ابتدائية . والظلال تقدّم الكلام عليه عند قوله تعالى { يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل } سورة النحل 48 آنفاً ، لأن الظلال آثار حجب الأجسام ضوء الشمس من الوقوع على الأرض . والأكنان جمع كِنّ بكسر الكاف وهو فعل بمعنى مفعول ، أي مكنون فيه ، وهي الغيران والكهوف . ومِن في قوله تعالى { مما خلق } ، و { من الجبال } ، للتبعيض . كانوا يأوون إلى الكهوف في شدّة حرّ الهجير أو عند اشتداد المطر ، كما ورد في حديث الثلاثة الذين سألوا الله بأفضل أعمالهم في « صحيح البخاري » . والسّرابيل جمع سربال ، وهو القميص يقي الجسد حرّ الشمس ، كما يقيه البرد . وخص الحرّ هنا لأنه أكثر أحوال بلاد المخاطبين في وقت نزولها ، على أنه لما ذكر الدفء في قوله تعالى { والأنعام خلقها لكم فيها دفء } سورة النحل 5 ذكر ضدّه هنا . والسّرابيل التي تقي البأس هي دروع الحديد . ولها من أسماء القميص الدرع ، والسّربال ، والبدن . والبأس الشدّة في الحرب . وإضافته إلى الضمير على معنى التوزيع ، أي تقي بعضكم بأس بعض ، كما فسر به قوله تعالى { ويذيق بعضكم بأس بعض } سورة الأنعام 65 ، وقال تعالى { وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد } سورة الحديد 25 ، وهو بأس السيوف ، وقوله تعالى { وعلمناه صنعة لبوس لكم ليحصنكم من بأسكم } سورة الأنبياء 80 . وجملة { كذلك يتم نعمته عليكم } تذييل لما ذكر من النّعم ، والمشار إليه هو ما في النّعم المذكورة من الإتمام ، أو إلى الإتمام المأخوذ من { يتم } . و لعلّ للرجاء ، استعملت في معنى الرّغبة ، أي رغبةً في أن تسلموا ، أي تَتّبعوا دين الإسلام الذي يدعوكم إلى ما مآله شكر نعم الله تعالى . وتقدم تأويل معنى الرجاء في كلام الله تعالى من سورة البقرة .