Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 82-82)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تفريع على جملة { لعلكم تسلمون } سورة النحل 81 وقع اعتراضاً بين جملة { كذلك يتم نعمته عليكم } سورة النحل 81 وجملة { ويوم نبعث من كل أمة شهيداً } سورة النحل 84 . وقد حوّل الخطاب عنهم إلى خطاب النبي وهو نوع من الالتفات فيه التفات من أسلوب إلى أسلوب والتفات عمّن كان الكلام موجّهاً إليه بتوجيه الكلام إلى شخص آخر . والمعنى كذلك يتمّ نعمته عليكم لتسلموا فإن لم يُسلموا فإنما عليك البلاغ . والمقصود تسلية النبي على عدم استجابتهم . والتولّي الإعراض . وفعل { تولوا } هنا بصيغة الماضي ، أي فإن أعرضوا عن الدعوة فلا تقصير منك ولا غضاضة عليك فإنك قد بلّغت البلاغ المبين للمحجّة . والقصر إضافي ، أي ما عليك إلا البلاغ لا تقليب قلوبهم إلى الإسلام ، أو لا تولى جزاءهم على الإعراض ، بل علينا جزاؤهم كقوله تعالى { فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب } سورة الرعد 40 . وجَعْل هذا جواباً لجملة { فإن تولوا } من إقامة السبب والعلّة مقام المسبّب والمعلُول وتقدير الكلام فإن تولّوا فلا تقصير ولا مؤاخذة عليك لأنك ما عليك إلا البلاغ . ونظير هذه قوله تعالى { وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن تولّيتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين } سورة المائدة 92 .