Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 85-87)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
إتمام لإثبات قلة غَناء آلهتهم عنهم تبعاً لقوله { ويكونون عليهم ضداً } مريم 82 . فجملة { لا يملكون الشّفاعة } هو مبدأ الكلام ، وهو بيان لجملة { ويكونون عليهم ضداً } . والظرف وما أضيف الظرف إليه إدماجٌ بينت به كرامة المؤمنين وإهانة الكافرين . وفي ضمنه زيادة بيان لجملة { ويكونون عليهم ضداً } بأنهم كانوا سبب سَوقهم إلى جهنم ورداً ومخالفتهم لحال المؤمنين في ذلك المشهد العظيم . فالظرف متعلّق بــــ { يملكون } . وضمير { لا يملكون } عائد للآلهة . والمعنى لا يقدرون على أن ينفعوا من اتخذوهم آلهة ليكونوا لهم عزّاً . والحشر الجمع مطلقاً ، يكون في الخير كما هنا ، وفي الشرّ كقوله { احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم } الصافات 22 ، 23 ، ولذلك أتبع فعل { نحشر } بقيد { وَفداً } ، أي حَشْر الوفود إلى الملوك ، فإن الوفود يكونون مُكرمين ، وكانت لملوك العرب وكرمائهم وفود في أوقات ، ولأعيان العرب وفادات سنويّة على ملوكهم وسادتهم ، ولكلّ قبيلة وفادة ، وفي المثل « إن الشّقِيّ وافد البراجم » . وقد اتّبع العرب هذه السنّة فوفدوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنّه أشرف السادة . وسنةُ الوفود هي سنة تسع من الهجرة تلت فتحَ مكة بعموم الإسلام بلاد العرب . وذكر صفة { الرَّحمان } هنا واضحة المناسبة للوفد . والسوق تسيير الأنعام قُدام رعاتها ، يجعلونها أمَامهم لترهب زجرهم وسياطهم فلا تتفلّت عليهم ، فالسوق سير خوفٌ وحذر . وقوله { ورداً } حال قصد منها التشبيه ، فلذلك جاءت جامدة لأن معنى التشبيه يجعلها كالمشتق . والوِرد ــــ بكسر الواو ــــ أصله السير إلى الماء ، وتسمى الأنعامُ الواردة وِرداً تسمية على حذف المضاف ، أي ذات ورد ، كما يسمى الماء الذي يرده القوم ورداً . قال تعالى { وبئس الورد المورود } هود 98 . والاستثناء في { إلاّ من اتخذ عند الرحمان عهداً } استثناء منقطع ، أي لكن يملك الشفاعة يومئذ من اتخذ عند الرحمان عهداً ، أي من وعده الله بأن يشفع وهم الأنبياء والملائكة . ومعنى { لا يملكون } لا يستطيعون ، فإنّ المِلك يطلق على المقدرة والاستطاعة . وقد تقدّم عند قوله تعالى { قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضراً ولا نفعاً } في سورة العقود 76 .