Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 105-107)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

جملة { ألم تكن آياتي تتلى عليكم } مقول قول محذوف ، أي يقال لهم يومئذ . وهذا تعرض لبعض ما يجري يومئذ . والآيات آيات القرآن بقرينة قوله { تتلى عليكم } وقوله { فكنتم بها تكذبون } حملاً على ظاهر اللفظ . والتلاوة القراءة . وقد تقدم عند قوله تعالى { واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان } في البقرة 102 ، وقوله إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً في سورة الأنفال 2 . والاستفهام إنكار . والغلب حقيقته الاستيلاء والقهر . وأطلق هنا على التلبس بالشقوة دون التلبس بالسعادة . ومفعول غلبت محذوف يدل عليه { شقوتنا } لأن الشقوة تقابلها السعادة ، أي غلبت شقوتنا السعادة . والمجرور بــــعلى بعد مادة الغلب هو الشيء المتغالب عليه كما في الحديث " قال النساء غلّبنا عليك الرجال " . مُثِّلَت حالة اختيارهم لأسباب الشقوة بدل أسباب السعادة بحالة غائرة بين السعادة والشقاوة على نفوسهم . وإضافة الشقوة إلى ضميرهم لاختصاصها بهم حين صارت غالبة عليهم . والشِّقوة بكسر الشين وسكون القاف في قراءة الجمهور . وهي زنة الهيئة من الشقاء . وقرأ حمزة والكسائي وخلف { شقاوتنا } بفتح الشين وبألف بعد القاف وهو مصدر على صيغة الفعالة مثل الجزالة والسذاجة . وزيادة قوله { قوماً } على أن الضلالة من شيمتهم وبها قوام قوميتهم كما تقدم عند قوله { لآيات لقوم يعقلون } في سورة البقرة 164 وعند قوله { وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون } في آخر سورة يونس 101 . وهم ظنوا أنهم إن أخرجوا من النار رجعوا إلى الإيمان والعمل الصالح فالتزموا لله بأنهم لا يعودون إلى الكفر والتكذيب . وحذف متعلق { عدنا } لظهوره من المقام إذ كان إلقاؤهم في النار لأجل الإشراك والتكذيب كما دل عليه قولهم { وكنا قوماً ضالين } . والظلم في { فإنا ظالمون } هو تجاوز العدل ، والمراد ظلم آخر بعد ظلمهم الأول وهو الذي ينقطع عنده سؤال العفو .