Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 31-31)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذه تسلية للنبيء صلى الله عليه وسلم بأن ما لقِيَه من بعض قومه هو سنة من سنن الأمم مع أنبيائهم . وفيه تنبيه للمشركين ليَعْرِضوا أحوالهم على هذا الحكم التاريخي فيعلموا أن حالهم كحال مَن كذّبوا من قوم نوح وعاد وثمود . والقول في قوله { وكذلك } تقدم في قوله تعالى { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً } البقرة 143 . والعدوّ اسم يقع على المفرد والجمع والمراد هنا الجمع . ووصف أعداء الأنبياء بأنهم من المجرمين ، أي من جملة المجرمين ، فإن الإجرام أعمّ من عداوة الأنبياء وهو أعظمها . وإنما أريد هنا تحقيق انضواء أعداء الأنبياء في زمرة المجرمين ، لأن ذلك أبلغ في الوصف من أن يقال عدوًّا مجرمين كما تقدم عند قوله تعالى { قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين } في سورة البقرة 67 . وأعقب التسلية بالوعد بهداية كثير ممّن هم يومئذ مُعرِضون عنه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " لعلّ الله أن يُخرج من أصلابهم مَن يعبدُه " وبأنه ينصره على الذين يُصرّون على عداوته لأن قوله { وكفى بربك هادياً ونصيراً } تعريض بأن يفوض الأمر إليه فإنه كاف في الهداية والنصر . والباء في قوله { بربك } تأكيد لاتصال الفاعل بالفعل . وأصله كفى ربُّك في هذه الحالة .