Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 12-13)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
عطف على جملة { ثم إليه ترجعون } الروم 11 تبييناً لحال المشركين في وقت ذلك الإرجاع كأنه قيل ثم إليه ترجعون ويومئذ يُبلس المجرمون . وله مزيد اتصال بجملة { ثم كان عاقبة الذين أساءوا السُّوأى } الروم 10 ، وكان مقتضى الظاهر أن يقال ويومئذ يُبلس المجرمون أو يومئذ تُبلسون ، أي ويوم ترجعون إليه يبلس المجرمون ، فعدل عن تقدير الجملة المضاف إليها { يوم } الروم 11 التي يدل عليها { إليه ترجعون } الروم 11 بذكر جملة أخرى هي في معناها لتزيد الإرجاع بياناً أنه إرجاع الناس إليه يوم تقوم الساعة ، فهو إطناب لأجل البيان وزيادة التهويل لما يقتضيه إسناد القيام إلى الساعة من المباغتة والرعب . ويدل لهذا القصد تكرير هذا الظرف في الآية بعدها بهذا الإطناب . وشاع إطلاق { الساعة } على وقت الحشر والحساب . وأصل الساعة المقدار من الزمن ، ويتعين تحديده بالإضافة أو التعريف . والإبلاس سكون بحَيْرة . يقال أبلس ، إذا لم يجد مخرجاً من شدة هو فيها . وتقدم عند قوله تعالى { إذا هم فيه مبلسون } في سورة المؤمنين 77 . والمجرمون المشركون ، وهم الذين أجريت عليهم ضمائر الغيبة وضمائر الخطاب بقرينة قوله { ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء } . والإظهار في مقام الإضمار لإجراء وصف الإجرام عليهم وكان مقتضى الظاهر أنه يقال تبلسون ، بالخطاب أو بياء الغيبة . ووصفوا بالإجرام لتحقير دين الشرك وأنه مشتمل على إجرام كبير . وقد ذكر أحد أسباب الإبلاس وأعظمها حينئذ وهو أنهم لم يجدوا شفعاء من آلهتهم التي أشركوا بها وكانوا يحسبونها شفعاء عند الله ، فلما نظروا وقلبوا النظر فلم يجدوا شفعاء خابوا وخسئوا وأبلسوا ، ولهم أسباب خيبة أخرى لم يتعلق الغرض بذكرها . وأما ما ينالهم من العذاب فذلك حالة يأس لا حالة إبلاس . و { مِن } تبعيضية ، وليس الكلام من قبيل التجريد . ونفيُ فعل { يكن } بــــ { لم } التي تخلص المضارع للمضي للإشارة إلى تحقيق حصول هذا النفي مثل قوله { أتى أمر الله } النحل 1 . ومقابلة ضمير الجمع بصيغة جمع الشركاء من باب التوزيع ، أي لم يكن لأحد من المجرمين أحد شفيع فضلاً عن عدة شفعاء . وكذلك قوله { وكانوا بشركائهم كافرين } لأن المراد أنهم يكفرون بهم يوم تقوم الساعة كقوله تعالى { ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضاً } العنكبوت 25 . وكتب في المصحف { شُفَعَؤُاْ } بواو بعد العين وألف بعد الواو ، أرادوا بالجمع بين الواو والألف أن ينبهوا على أن الهمزة مضمومة ليعلم أن { شفعاء } اسمُ كان وأن ليس اسمها قوله من شركائهم بتوهم أن { مِن } اسم بمعنى بعض ، أو أنها مزيدة في النفي ، فأثبتوا الواو تحقيقاً لضم الهمزة وأثبتوا الألف لأن الألف صورة للهمزة .