Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 14-16)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أعيد { ويوم تقوم الساعة } لزيادة التهويل الذي تقدم بيانه آنفاً . وكرر { يومئذ } لتأكيد حقيقة الظرفية . ولما ذُكر إبلاس المشركين المشعر بتوقعهم السوء والعذاب أعقب بتفصيل أحوال الناس يومئذ مع بيان مغبة إبلاس الفريق الكافرين . والضمير في { يتفرقون } عائد إلى معلوم من المقام دل عليه ذكر المجرمين فعلم أن فريقاً آخر ضدهم لأن ذكر إبلاس المجرمين يومئذ يفهم أن غيرهم ليسوا كذلك على وجه الإجمال . والتفرق انقسام الجمع وتشتت أجزاء الكل . وقد كني به هنا عن التباعد لأن التفرق يلازمه التباعد عرفاً . وقد فُصل التفرق هنا بقوله { فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات } إلى آخره . والروضة كل أرض ذات أشجار وماء وأزهار في البادية أو في الجنان . ومن أمثال العرب « أحسن من بيضة في روضة » يريدون بيضة النعامة . وقد جمع محاسن الروضة قول الأعشى @ ما روضة من رياض الحَزن معشبة خضراءُ جاد عليها مُسبللٍ هَطِل يُضاحك الشمسَ منها كوكب شَرِق مُؤَزَّر بعميم النبت مكْتَهِلُ @@ و { يحبرون } يُسَرُّون من الحُبور ، وهو السرور الشديد . يقال حبره ، إذا سره سروراً تهلل له وجهه وظهر فيه أثره . { ومحضرون } يجوز أن يكون من الإحضار ، أي جعل الشيء حاضراً ، أي لا يغيبون عنه ، أي لا يخرجون منه ، وهو يفيد التأييد بطريق الكناية لأنه لما ذكر بعد قوله { في العَذاب } ناسب أن لا يكون المقصود من وصفهم المحضرين أنهم كائنون في العذاب لئلا يكون مجرد تأكيد بمدلول في الظرفية فإن التأسيس أوقع من التأكيد ، ويجوز أن يكون محضَرون بمعنى مأتيٌّ بهم إلى العذاب فقد كثر في القرآن استعمال محضر ونحوه بمعنى معاقب ، قال تعالى { ولقد علمت الجِنّة إنهم لمُحضرون } الصافات 158 ، واسم الإشارة تنبيه على أنهم أحرياء بتلك العقوبة لأجل ما ذكر قبل اسم الإشارة كقوله { أولئك على هدى من ربهم } البقرة 5 . وكتب في رسم المصحف { ولقائي } بهمزة على ياء تحتية للتنبيه على أن الهمزة مكسورة وذلك من الرسم التوقيفي ، ومقتضى القياس أن تكتب الهمزة في السطر بعد الألف .