Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 28-28)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أعقب الاعتذار الذي تقدّم بقوله { يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم } النساء 26 بالتذكير بأنّ الله لا يزال مراعياً رفقه بهذه الأمّة وإرادته بها اليسر دون العسر ، إشارة إلى أنّ هذا الدين بيّن حفظ المصالح ودرء المفاسد ، في أيسر كيفية وأرفقها ، فربما ألغت الشريعة بعض المفاسد إذا كان في الحمل على تركها مشقّة أو تعطيل مصلحة ، كما ألغت مفاسد نكاح الإماء نظراً للمشقّة على غير ذي الطول . والآيات الدالّة على هذا المعنى بلغت مبلغ القطع كقوله { وما جعل عليكم في الدين من حرج } الحج 78 وقوله { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } البقرة 185 وقوله { ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم } الأعراف 157 ، وفي الحديث الصحيح " إنّ هذا الدين يسر ولن يشادّ هذا الدين أحد إلاّ غلبه " ، وكذلك كان يأمر أصحابه الذين يرسلهم إلى بثّ الدين فقال لمعاذ وأبي موسى « يسِّرّا ولا تُعَسِّرا » وقال إنما بعثتم مبشرين لا منفرين . وقال لمعاذ لمّا شكا بعض المصلّين خلفه من تطويله « أفَتَّان أنْتَ » . فكان التيسير من أصول الشريعة الإسلامية ، وعنه تفّرعت الرخص بنوعيها . وقوله { وخلق الإنسان ضعيفاً } تذييل وتوجيه للتخفيف ، وإظهار لمزية هذا الدين وأنّه أليق الأديان بالناس في كلّ زمان ومَكان ، ولذلك فما مضى من الأديان كان مراعى فيه حال دون حال ، ومن هذا المعنى قوله تعالى { الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً } الآية في سورة الأنفال 66 . وقد فسّر بعضهم الضعف هنا بأنّه الضعف من جهة النساء . قال طاووس ليس يكون الإنسان في شيء أضعف منه في أمر النساء وليس مراده حصر معنى الآية فيه ، ولكنّه ممّا رُوعي في الآية لا محالة ، لأنّ من الأحكام المتقدّمة ما هو ترخيص في النكاح .