Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 24-24)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ ءَابَآءَكُمْ } . قرأ الجمهور { قُلْ } بصيغة فعل الأمر لِمفرد فيكون أمراً للرّسول صلى الله عليه وسلم بأن يَقوله جواباً عن قول المشركين { إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون } الزخرف 22 . وقرأ ابن عامر وحفص { قال } بصيغة فعل المضي المسند إلى المفرد الغائب فيكون الضمير عائداً إلى نذير الذين قالوا { إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون } الزخرف 23 . فحصل من القراءتين أن جميع الرّسل أجابوا أقوامهم بهذا الجواب ، وعلى كلتا القراءتين جاء فعل { قل } أو { قال } مفصولاً غير معطوف لأنه واقع في مجال المحاورة كما تقدم غير مرة ، منها قوله تعالى { قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها } في سورة البقرة 30 . وقرأ الجمهور { جئتكم } بضمير تاء المتكلم . وقرأ أبو جعفر { جئنَاكم } بنون ضمير المتكلم المشارك وأبو جعفر من الذين قرأُوا { قل } بصيغة الأمر فيكون ضمير { جئنَاكم } عائداً للنبي صلى الله عليه وسلم المخاطب بفعل { قُل } لتعظيمه صلى الله عليه وسلم من جانب ربّه تعالى الذي خاطبه بقوله { قل } . والواو في قوله { أَوَلَوْ } عاطفة الكلام المأمور به على كلامهم ، وهذا العطف مما يسمى عطف التلقين ، ومنه قوله تعالى عن إبراهيم { قال ومن ذريتي } البقرة 124 . والهمزة للاستفهام التقريري المشوبِ بالإنكار . وقدمت على الواو لأجل التصدير . و { لو } وصلية ، و { لو } الوصلية تقتضي المبالغة بنهاية مدلول شرطها كما تقدم عند قوله تعالى { ولو افتدى به } في آل عمران 91 ، أي لو جئتكم بأهدى من دين آبائكم تبقون على دين آبائكم وتتركون ما هو أهدى . والمقصود من الاستفهام تقريرهم على ذلك لاستدعائهم إلى النظر فيما اتبعوا فيه آباءهم لعل ما دعاهم إليه الرّسول أهدى منهم . وصوغ اسم التفضيل من الهَدي إرخاء للعنان لهم ليتدبروا ، نُزّل ما كان عليهم آباؤهم منزلة ما فيه شيء من الهُدى استنزالاً لطائر المخاطبين ليتصدّوا للنظر كقوله { وإنّا أو إيّاكم لعلى هُدىً أو في ضلالٍ مبينٍ } سبأ 24 . { قَالُوۤاْ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } . بدل من جملة { إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون } الزخرف 23 ، لأن ذلك يشتمل على معنى لا نتبعكم ونترك ما وجدنا عليه آباءنا ، وضمير { قالوا } راجع إلى { مترفوها } الزخرف 23 لأن موقع جملة { فانتقمنا منهم } الزخرف 25 يعين أن هؤلاء القائلين وقع الانتقام منهم فلا يكون منهم المشركون الذين وقع تهديدهم بأولئك . وقولهم ما أرسلتم به يجوز أن يكون حكاية لقولهم ، فإطلاقهم اسم الإرسال على دعوة رُسلهم تهكم مثل قوله { ما لهذا الرّسول يأكل الطعام } الفرقان 7 ويجوز أن يكون حكاية بالمعنى وإنما قالوا إنّا بما زعمتم أنكم مرسلون به ، وما أرسلوا به توحيد الإلـٰه .