Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 25-25)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

تفريع على جملة { قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون } الزخرف 24 ، أي انتقمنا منهم عقب تصريحهم بتكذيب الرّسل . وهذا تهديد بالانتقام من الذين شابهوهم في مقالهم ، وهم كفار قريش . والانتقام افتعال من النَّقْم وهو المكافأة بالسوء ، وصيغة الافتعال لمجرد المبالغة ، يقال نَقَمَ كعلم وضَرَب ، إذا كافأ على السوء بسوء ، وفي المثل " هو كالأرقم إن يُتْرَك يَلْقَم وإن يُقْتَل يَنقَم " . الأرقم ضرب من الحيات يعتقد العرب أنه من الجن فإنْ تركه المرء يتسور عليه فيلسعه ويقتله وإن قتله المرء انتقم بتأثيره فأمَات قاتله وهذا من أوهام العرب . والمراد بالانتقام استئصالهم وانقراضهم . وتقدم في قوله تعالى { فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليمّ } في سورة الأعراف 136 . ولذلك فالنظر في قوله { فانظر كيف كان عاقبة المكذبين } نظر التفكر والتأمل فيما قصّ الله على رسوله من أخبارهم كقوله تعالى { قال سننظر أصدقتَ أم كنت من الكاذبين } في سورة النمل 27 ، وليس نَظَرَ البصر إذ لم ير النبي حالة الانتقام فيهم . ويجوز أن يكون الخطاب لغير معيَّن ، أي لكل من يتأتى منه التأمل . و { كيف } استفهام عن الحالة وهو قد علَّق فعل النظر عن مفعوله .