Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 29-29)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تفريع على قوله { كم تركوا من جنات } الدخان 25 إلى قوله { قوماً آخرين } الدخان 28 ، فإن ذلك كله يتضمن أنهم هلكوا وانقرضوا ، أي فما كان مُهلَكُهم إلا كمُهلَك غيرهم ولم يكن حدثاً عظيماً كما كانوا يحسبون ويحسب قومُهم ، وكان من كلام العرب إذا هلك عظيم أن يهوِّلوا أمر موته بنحو بَكت عليه السماء ، وبكته الريح ، وتزلزلتْ الجبال ، قال النابغة في توقع موت النعمان بن المنذر من مرضه @ فإن يهلك أبو قابوس يهلِك ربيعُ الناس والبلدُ الحرام @@ وقال في رثاء النعمان بن الحارث الغساني @ بكَى حارثُ الجَولان من فقد ربه وحَوْران منه موحَش مُتضائل @@ والكلام مسوق مساق التحقير لهم ، وقريب منه قوله تعالى { وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال } إبراهيم 46 ، وهو طريقة مسلوكة وكثر ذلك في كلام الشعراء المحدثين ، قال أبو بكر بن اللَّبَّانَةِ الأندلسي في رثاء المعتمد بن عباد ملك إشبيلية @ تبكي السماء بمزن رائحٍ غَاد على البهاليل من أبناء عَباد @@ والمعنى فما كان هلاكهم إلا كهلاك غيرهم وَلا أنظروا بتأخير هلاكهم بل عجّل لهم الاستئصال .