Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 12-12)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
استئناف بياني جواب سؤال يخطر ببال سامع قولِه { بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم } محمد 11 عن حال المؤمنين في الآخرة وعن رزق الكافرين في الدنيا ، فبيّن الله أن من ولايته المؤمنين أن يعطيهم النعيم الخالد بعد النصر في الدنيا ، وأنّ ما أعطاه الكافرين في الدنيا لا عبرةَ به لأنهم مسلوبون من فهم الإيمان فحظهم من الدنيا أكل وتمتع كحظ الأنعام ، وعاقبتهم في عالم الخلود العذاب ، فقوله { والنار مثوًى لهم } في معنى قوله في سورة آل عمران 196 ، 197 { لا يغرنك تقلُّب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد } وهذا الاستئناف وقع اعتراضاً بين جملة { أفلم يسيروا في الأرض } محمد 10 وجملة { وكأين من قرية } محمد 13 الآية . والمجرور من قوله { كما تأكل الأنعام } في محل الحال من ضمير { يأكلون } ، أو في محل الصفة لمصدر محذوف هو مفعول مطلق لــ { يأكلون } لبيان نوعه . والتمتع الانتفاع القليل بالمتاع ، وتقدم في قوله { متاع قليل } في سورة آل عمران 197 ، وقوله { ومتاع إلى حين } في سورة الأعراف 24 . والمثوى مكان الثواء ، والثواء الاستقرار ، وتقدم في قوله { قال النار مثواكم } في الأنعام 128 . وعدل عن الإضافة فقيل { مثوًى لهم } بالتعليق باللام التي شأنها أن تنون في الإضافة ليفاد بالتنوين معنى التمكّن من القرار في النار مثوى ، أي مثوى قوياً لهم لأن الإخبار عن النار في هذه الآية حصل قبل مشاهدتها ، فلذلك أضيفت في قوله { قال النار مثواكم } لأنه إخبار عنها وهم يشاهدونها في المحشر .