Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 37-40)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

تفريع إخبار على إخبار فرع على بعض الخبر المجمل في قوله { سنفرغ لكم أيها الثقلان } الرحمٰن 31 إلى آخره ، تفصيل لذلك الإجمال بتعيين وقته وشيء من أهوال ما يقع فيه للمجرمين وبشائر ما يعطاه المتّقون من النعيم والحبور . وقوله { فكانت وردة } تشبيه بليغ ، أي كانت كوَرْدة . والوَرْدَة واحدة الورد ، وهو زهر أحمر من شجرة دقيقة ذات أغصان شائكة تظهر في فصل الربيع وهو مشهور . ووجه الشبه قيل هو شدة الحمرة ، أي يتغير لون السماء المعروف أنه أزرق إلى البياض ، فيصير لونها أحمر قال تعالى { يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسماوات } إبراهيم 48 . ويجوز عندي أن يكون وجه الشبه كثرة الشقوق كأوراق الوردة . والدهان ، بكسر الدال دردي الزيت . وهذا تشبيه ثان للسماء في التموج والاضطراب . وجملة { فبأي ألاء ربكما تكذبان } معترضة بين جملة الشرط وجملة الجواب وقد مثّل بها في « مغني اللبيب » للاعتراض بين الشرط وجوابه ، وعينّ كونها معترضة لا حالية ، وهذه الجملة معترضة تكرير للتقرير والتوبيخ كما هو بيّن ، وانشقاق السماء من أحوال الحشر ، أي فإذا قامت القيامة وانشقت السماء . كما قال تعالى { فيومئذ وقعت الواقعة وانشقت السماء } الحاقة 15 ، 16 أن قوله { يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية } الحاقة 18 . وهذا هو الانشقاق المذكور في قوله { ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلاً الملك يومئذ الحق للرحمٰن } في سورة الفرقان 25 ، 26 . وجملة { فيومئذ لا يسأل عن ذنبه } الخ جواب شرط إذا . واقترن بالفاء لأنها صُدرت باسم زمان وهو { يومئذٍ } وذلك لا يصلح لدخول إذا عليه . ومعنى { لا يسئل عن ذنبه } نفي السؤال الذي يريد به السائل معرفة حصول الأمر المتردّد فيه ، وهذا مثل قوله تعالى { ولا يُسأل عن ذنوبهم المجرمون } القصص 78 . وليس هو الذي في قوله تعالى { فوربّك لنسألنهم أجمعين عمّا كانوا يعملون } الحجر 92 ، 93 وقوله { وقفوهم إنهم مسؤولون } الصافات 24 ، فإن ذلك للتقرير والتوبيخ فإن يوم القيامة متسع الزمان ، ففيه مواطن لا يسأل أهل الذنوب عن ذنوبهم ، وفيه مواطن يسألون فيها سؤالاً تقرير وتوبيخ . وجملة { فبأي ألاء ربكما تكذبان } تكرير للتقرير والتوبيخ .