Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 8-8)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تفريع عَلى مجموع قصتي ثمود وعاد ، فهو فذلكة لما فصل من حال إهلاكهما ، وذلك من قبيل الجمع بعد التفريق ، فيكون في أول الآية جمع ثم تفريق ثم جمع وهو كقوله تعالى { وأنه أهلك عاداً الأولى وثمود فما أبقى } النجم 50ــ 51 أي فما أبقاهما . والخطاب لغير معين . والباقية إما اسم فاعل على بابه ، والهاء إما للتأنيث بتأويل نفس ، أي فما ترى منهم نفس باقية أو بتأويل فرقة ، أي ما ترى فرقة منهم باقية . ويجوز أن تكون { باقية } مصدراً على وزن فَاعلة مثل ما تقدم في الحاقة ، أي فما ترى لهم بقاء ، أي هلكوا عن بكرة أبيهم . واللام في قوله { لهم } يجوز أن تجعل لشبه الملك ، أي باقية لأجل النفع . ويجوز أن يكون اللام بمعنى مِن مثل قولهم سمعت له صراخاً ، وقول الأعشى @ تسمَع للحلي وسواساً إذا انصرفت كما استعانَ بريح عِشْرقٌ زَجِلُ @@ وقول جرير @ ونحن لكم يومَ القيامة أفضل @@ أي ونحن منكم أفضل . ويجوز أن تكون اللام التي تنوى في الإِضافة إذا لم تكن الإِضافة على معنى من . والأصل فهل ترى باقيتَهم ، فلما قصد التنصيص على عموم النفي واقتضى ذلك جلب مِن الزائدة لزم تنكير مدخول من الزائدة فأعطي حقُّ معنى الإِضافة بإظهار اللام التي الشأن أن تنوى كما في قوله تعالى { بعثنا عليكم عباداً لنا } الإسراء 5 فإن أصله عبادنا . وموقع المجرور باللام في موقع النعت لـ { باقية } قُدم عليها فصار حالاً .