Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 71, Ayat: 19-20)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا استدلال وامتنان ، ولذلك عُلق بفعل { جَعَل } مجرورٌ بلام التعليل وهو { لكم } أي لأجلكم . والبساط ما يفرش للنوم عليه والجلوس من ثوب أو زربية فالإِخبار عن الأرض ببساط تشبيه بليغ ، أي كالبساط ، ووجه الشبه تناسب سطح الأرض في تعادل أجزائه بحيث لا يوجع أرجل الماشين ولا يُقِضُّ جنوب المضطجعين ، وليس المراد أن الله جعل حجم الأرض كالبساط لأن حجم الأرض كُرَوي ، وقد نبه على ذلك بالعلةِ الباعثة في قوله { لكم } ، والعلةِ الغائبة في قوله { لتسلكوا منها سبلاً } وحصل من مجموع العلتين الإِشارة إلى جميع النعم التي تحصل للناس من تسوية سطح الأرض مثل الحرث والزرع ، وإلى نعمة خاصة وهي السير في الأرض ، وخصت بالذكر لأنها أهم لاشتراك كل الناس في الاستفادة منها . والسبُل جمع سبيل وهو الطريق ، أي لتتخذوا لأنفسكم سُبلاً من الأرض تهتدونَ بها في أسفاركم . والفِجاج جمع فجٌ ، والفَجّ الطريق الواسع ، وأكثر ما يطلق على الطريق بين جبلين لأنه يكون أوسعَ من الطريق المعتاد .