Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 72, Ayat: 18-18)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اتفق القراء العشرة على فتح الهمزة في { وأن المساجد لله } فهي معطوفة على مرفوع { أوحي إليَّ أنه استمع نفر من الجن } الجن 1 ، ومضمونها مما أوحي به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأُمر بأن يقوله . والمعنى قل أوحي إلي أن المساجد لله ، فالمصدر المنسبك مع { أنَّ } واسمها وخبرها نائب فاعل { أُوحي } الجن 1 . والتقدير أوحي إلي اختصاص المساجد بالله ، أي بعبادته لأن بناءها إنما كان ليعبد الله فيها ، وهي معالم التوحيد . وعلى هذا الوجه حمل سيبويه الآية وتبعه أبو علي في « الحُجة » . وذهب الخليل أن الكلام على حذف لام جر قبل { أنّ } ، فالمجرور مقدم على متعلَّقه للاهتمام . والتقدير ولأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً . واللام في قوله { لله } للاستحقاق ، أي الله مستحقها دون الأصنام والأوثان فمن وضع الأصنام في مساجد الله فقد اعتدى على الله . والمقصود هنا هو المسجد الحرام لأن المشركين كانوا وضعوا فيه الأصنام والأنصاب وجعلوا الصنم هُبَل على سطح الكعبة ، قال تعالى { ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها } البقرة 114 يعني بذلك المشركين من قريش . وهذا توبيخ للمشركين على اعتدائهم على حق الله وتصرفهم فيما ليس لهم أن يغيروه قال تعالى { وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه } الأنفال 34 ، وإنما عبر في هذه الآية وفي آية { ومن أظلم ممن منع مساجد الله } البقرة 114 بلفظ { مساجد } ليدخل الذين يفعلون مثل فعلهم معهم في هذا الوعيد ممن شاكلهم ممن غيّروا المساجد ، أو لتعظيم المسجد الحرام ، كما جُمع { رسلي } في قوله { فكذبوا رسلي فكيف كان نكير } سبأ 45 ، على تقدير أن يكون ضمير { كذبوا } عائداً إلى { الذين كفروا } في قوله { وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هذا إلاّ سحر مبين } سبأ 43 أي كذبوا رسولي . ومنه قوله تعالى { وقوم نوح لما كذَّبوا الرسل أغرقناهم } الفرقان 37 يريد نوحاً ، وهو أول رسول فهو المقصود بالجمع . وفرع على اختصاص كون المساجد بالله النهي عن أن يدعوا مع الله أحداً ، وهذا إلزام لهم بالتوحيد بطريق القول بالموجَب لأنهم كانوا يزعمون أنهم أهل بيت الله فعبادتهم غير الله منافية لزعمهم ذلك .