Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 73, Ayat: 11-11)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

القول فيه كالقول في { فذرني ومن يكذّب بهذا الحديث } في سورة القلم 44 ، أي دعني وإياهم ، أي لا تهتم بتكذيبهم ولا تشتغل بتكرير الرد عليهم ولا تغضب ولا تسبهم فأنا أكفيكهم . وانتصب { المكذبين } على المفعول معه ، والواو واو المعية . والمكذبون هم من عناهم بضمير { يقولون } و { اهجرهم } المزمل 10 ، وهم المكذبون للنبي صلى الله عليه وسلم من أهل مكة ، فهو إظهار في مقام الإِضمار لإِفادة أن التكذيب هو سبب هذا التهديد . ووصَفَهم بـ { أولي النَّعمة } توبيخاً لهم بأنهم كذبوا لغرورهم وبطرهم بسعة حالهم ، وتهديداً لهم بأن الذي قال { ذرني والمكذبين } سيزيل عنهم ذلك التنعم . وفي هذا الوصف تعريض بالتهكم ، لأنهم كانوا يعدُّون سعة العيش ووفرة المال كمالاً ، وكانوا يعيّرون الذين آمنوا بالخصاصة قال تعالى { إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزُون } الآيات المطففين 29 ، 30 ، وقال تعالى { والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام } محمد 12 . و { النَّعمة } هنا بفتح النون باتفاق القراء . وهي اسم للترفه ، وجمعها أنعُم بفتح الهمزة وضم العين . وأما النِّعمة بكسر النون فاسم للحالة الملائمة لرغبة الإِنسان من عافية ، وأمن ورزق ، ونحو ذلك من الرغائب . وجمعها نِعَم بكسر النون وفتح العين ، وتجمع جمع سلامة على نِعمات بكسر النون وبفتح العين لجمهور العرب . وتكسر العين في لغة أهل الحجاز كَسْرَة إِتباع . والنُّعمة بضم النون اسم للمسرّة فيجوز أن تجمع على نُعْم على أنه اسم جمع ، ويجوز أن تجمع على نُعَم بضم ففتح مثل غرفة وغرف ، وهو مطرد في الوزن . وجعلهم ذوي النَّعمة المفتوحة النون للإِشارة إلى أن قُصارى حظهم في هذه الحياة هي النَعمة ، أي الانطلاق في العيش بلا ضيق ، والاستظلال بالبيوت والجنات ، والإِقبال على لذيذ الطعوم ولذائذ الانبساط إلى النساء والخمر والميسر ، وهم معرضون عن كمالات النفس ولذة الاهتداء والمعرفة قال تعالى { أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلاّ كالأنعام بل هم أضل سبيلاً } الفرقان 44 وتعريف { النَّعمة } للعهد . والتمهيل الإِمهال الشديد ، والإِمهال التأجيل وتأخير العقوبة ، وهو مترتب في المعنى على قوله { وذرني والمكذبين } ، أي وانتظر أن ننتصِرْ لك كقوله تعالى { ولا تستعجل لهم } الأحقاف 35 . و { قليلاً } وصف لمصدر محذوف ، أي تمهيلاً قليلاً . وانتصب على المفعول المطلق .