Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 74, Ayat: 3-3)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
انتصب { ربّك } على المفعولية لفعل كَبِّر قُدم على عامله لإِفادة الاختصاص ، أي لا تكبر غيره ، وهو قصر إفراد ، أي دون الأصنام . والواو عطَفت جملة { ربَّك فكبر } على جملة { قم فأنذر } المدثر 2 . ودخلت الفاء على كَبّر إيذاناً بشرطٍ محذوف يكون كَبِّر جوابه ، وهو شرط عام إذ لا دليل على شرط مخصوص وهُيِّىء لِتقدير الشرط بتقديم المفعول . لأن تقديم المعمول قد ينزل منزلة الشرط كقول النبي صلى الله عليه وسلم " ففيهما فجاهد " يعني الأبوين . فالتقدير مهمْا يكن شيء فكبّرْ ربّك . والمعنى أن لا يفتر عن الإِعلان بتعظيم الله وتوحيده في كُل زمان وكل حال وهذا من الإِيجاز . وجوز ابن جني أن تكون الفاء زائدة قال هو كقولك زيداً فاضرب ، تُريد زيداً اضرب . وتكبير الرب تعظيمه ففعل كبّر يفيد معنى نسبة مفعوله إلى أصل مادة اشتقاقه وذلك من معاني صيغة فَعَّل ، أي أخبر عنه بخبر التعظيم ، وهو تكبير مجازي بتشبيه الشيء المعظَّم بشيء كبير في نوعه بجامع الفضل على غيره في صفات مثله . فمعنى { وربَّك فكبِّر } صِف ربّك بصفات التعظيم ، وهذا يشمل تنزيهه عن النقائص فيشمل توحيده بالإِلٰهية وتنزيهه عن الولد ، ويشمل وصفه بصفات الكمال كلها . ومعنى كبِّر كبره في اعتقادك وكبره بقولك تسبيحاً وتعليماً . ويشمل هذا المعنى أن يقول « الله أكبر » لأنه إذا قال هذه الكلمة أفاد وصف الله بأنه أكبر من كل كبير ، أي أجلّ وأنزه من كل جليل ، ولذلك جعلت هذه الكلمة افتتاحاً للصلاة . وأحسب أن في ذكر التكبير إيماء إلى شرع الصلاة التي أولها التكبير وخاصة اقترانه بقوله { وثيابك فطهر } المدثر 4 فإنه إيماء إلى شرع الطهارة ، فلعل ذلك إعداد لشرع الصلاة . ووقع في رواية معمر عن الزهري عند مسلم أن قال وذلك قبل أن تفرض الصلاة . فالظاهر أن الله فرض عليه الصلاة عقب هذه السورة وهي غير الصلوات الخمس فقد ثبت أنه صلى في المسجد الحرام .