Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 74, Ayat: 4-4)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هو في النظم مثل نظم { وربّك فكبر } المدثر 3 أي لا تترك تطهير ثيابك . وللثياب إطلاق صريح وهو ما يلبسه اللابس ، وإطلاق كنائي فيكنى بالثياب عن ذات صاحبها ، كقول عنترة @ فشكَكْت بالرمح الأصم ثيابه @@ كناية عن طعنه بالرمح . وللتطهير إطلاق حقيقي وهو التنظيف وإزالة النجاسات وإطلاق مجازي وهو التزكية قال تعالى { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهركم تطهيراً } الأحزاب 33 . والمعنيان صالحان في الآية فتحمل عليهما معاً فتحصل أربعةُ معان لأنه مأمور بالطهارة الحقيقية لثيابه إبطالاً لما كان عليه أهل الجاهلية من عدم الاكتراث بذلك . وقد وردت أحاديث في ذلك يقوّي بعضها بعضاً وأقواها مَا رواه الترمذي " إِن الله نظيف يحب النظافة " وقال هو غريب . والطهارة لجسده بالأولى . ومناسبة التطهير بهذا المعنى لأن يعطف على { وربَّك فكبر } لأنه لما أمر بالصلاة أُمر بالتطهر لها لأن الطهارة مشروعة للصلاة . وليس في القرآن ذكر طهارة الثوب إلاّ في هذه الآية في أحد محاملها وهو مأمور بتزكية نفسه . والمعنى المركب من الكنائي والمجازي هو الأعلق بإضافة النبوءة عليه . وفي كلام العرب فلان نقي الثياب . وقال غيلان بن سلمة الثقفي @ وإِنِّي بحمد الله لا ثوب فاجر لبست ولا من غدرة أتقنّع @@ وأنشدوا قول أبي كبشة وينسب إلى امرىء القيس @ ثيابُ عوف طَهارَى نقية وأوْجُهُهُمْ بيضُ المَسَافِرِ غُرَّان @@ ودخول الفاء على فعل { فطهر } كما تقدم عند قوله { وربّك فكبّر } المدثر 3 . وتقديم { ثيابك } على فعل طهِّرْ للاهتمام به في الأمر بالتطهير .