Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 74, Ayat: 7-7)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم على تحمل ما يلقاه من أذى المشركين وعلى مشاقّ الدعوة . والصبر ثبات النفس وتحملها المشاق والآلام ونحوها . ومصدر الصبر وما يشتق منه يتضمن معنى التحمّل للشيء الشاقّ . ويعدّى فعل الصبر إلى اسم الذي يتحمله الصابر بحرف على ، يقال صبر على الأذى . ويتضمن معنى الخضوع للشيء الشاق فيعدى إلى اسم ما يتحمله الصابر باللام . ومناسبة المقام ترجح إحدى التعديتين ، فلا يقال اصبر على الله ، ويقال اصبر على حكم الله ، أو لحكم الله . فيجوز أن تكون اللام في قوله { لربّك } لتعدية فعل الصبر على تقدير مضاف ، أي اصبر لأمره وتكاليف وحيه كما قال { واصبر لحكم ربّك فإنك بأعيننا } في سورة الطور 48 وقوله { فاصبر لحكم ربّك ولا تطع منهم آثماً أو كفوراً } في سورة الإِنسان 24 فيناسب نداءه بـ { يا أيها المدثر } المدثر 1 لأنه تدثر من شدة وقع رؤية المَلك ، وتركُ ذكر المضاف لتذهب النفس إلى كل ما هو من شأن المضاف إليه مما يتعلق بالمخاطب . ويجوز أن تكون اللام للتعليل ، وحذف متعلق فعل الصبر ، أي اصبر لأجل ربّك على كل ما يشق عليك . وتقديم { لربّك } على « اصبر " للاهتمام بالأمور التي يصبر لأجلها مع الرعاية على الفاصلة ، وجَعل بعضهم اللام في { لربّك } لام التعليل ، أي اصبر على أذاهم لأجله ، فيكون في معنى إنه يصبر توكلاً على أن الله يتولى جزاءهم ، وهذا مبني على أن سبب نزول السورة ما لحق النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين . والصبر تقدم عند قوله تعالى { واستعينوا بالصبر والصلاة } في البقرة 45 . وفي التعبير عن الله بوصف ربّك إيماء إلى أن هذا الصبر برّ بالمولى وطاعة له . فهذه ست وصايا أوصى الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم في مبدإ رسالته وهي من جوامع القرآن أراد الله بها تزكية رسوله وجعلها قدوة لأمته .