Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 79, Ayat: 12-12)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قالوا } بدل اشتمال من جملة { يقولون أئنا لمردودون في الحافرة } النازعات 10 . وأعيد فعل القول لمقاصد منها الدلالة على أن قولهم هذا في غرض آخر غير القول الأول فالقول الأول قصدهم منه الإِنكار والإِبطال ، والقول الثاني قصدوا منه الاستهزاء والتورك لأنهم لا يؤمنون بتلك الكرة فوصفهم إيّاها بـــ { خاسرة } من باب الفرض و التقدير ، أي لو حصلت كرّة لكانت خاسرة ومنها دفع توهم أن تكون جملة { تلك إذن كرةٌ خاسرةٌ } استئنافاً من جانب الله تعالى . وعبر عن قولهم هذا بصيغة الماضي دون المضارع على عكس { يقولون أئنا لمردودون في الحافرة } النازعات 10 لأن هذه المقالة قالوها استهزاء فليست مما يتكرر منهم بخلاف قولهم { أئنا لمردودون في الحافرة } فإنه حجة ناهضة في زعمهم ، فهذا مما يتكرر منهم في كل مقام . وبذلك لم يكن المقصود التعجِيبَ من قولهم هذا لأن التعجيب يقتضي الإِنكار وكون كَرَّتهم ، أي عودتهم إلى الحياة عودةً خاسرة أمر محقق لا ينكر لأنهم يعودون إلى الحياة خاسرين لا محالة . و { تلك } إشارة إلى الرَّدة المستفادة من { مردودون } والإِشارة إليه باسم الإِشارة للمؤنث للإِخبار عنه بــــ { كَرّة } . وإذَنْ جواب للكلام المتقدم ، والتقدير إذن تلك كرة خاسرة ، فقدم { تلك } على حرف الجواب للعناية بالإِشارة . والكرة الواحدة من الكرّ ، وهو الرجوع بعد الذهاب ، أي رجْعة . والخسران أصله نقص مال التجارة التي هي لطلب الربح ، أي زيادة المال فاستعير هنا لمصادفة المكروه غير المتوقع . ووصف الكرّة بالخاسرة مجاز عقلي للمبالغة لأن الخاسر أصحابها . والمعنى إنا إذن خاسرون لتكذيبنا وتبيُّن صدق الذي أنذرنا بتلك الرجعة .