Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 96, Ayat: 11-12)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تعجيب آخر من حالٍ مفروض وقوعُه ، أي أتظنه ينهى أيضاً عبداً مُتمكناً من الهدى فتَعْجَبَ من نهيه . والتقدير أرأيته إن كان العبد على الهدى أينهاه عن الهدى ، أو إن كان العبد آمراً بالتقوى أينهاه عن ذلك . والمعنى أن ذلك هو الظن به فيعجّب المخاطب من ذلك لأن من ينهى عن الصلاة وهي قربةٌ إلى الله فقد نهى عن الهدى ، ويوشك أن ينهى عن أن يأمر أحدٌ بالتقوى . وجواب الشرط محذوف وأتى بحرف الشرط الذي الغالب فيه عدم الجزم بوقوع فعل الشرط مُجاراة لحال الذي ينهى عبداً . والرؤية هنا علمية ، وحُذف مفعولا فعل الرؤية اختصاراً لدلالة { الذي ينهى } العلق 9 على المفعول الأول ودلالة { ينهى } على المفعول الثاني في الجملة قبلها . و { على } للاستعلاء المجازي وهو شدّة التمكن من الهُدى بحيث يشبه تمكنَ المستعلِي على المكان كما تقدم في قوله تعالى { أولئك على هدى من ربهم } لقمان 5 . فالضميرَانِ المستتَرانِ في فعلَي { كان على الهدى أو أمر بالتقوى } عائدان إلى { عبداً } وإن كانت الضمائر الحافّة به عائدة إلى { الذي ينهى عبداً إذا صلى } العلق 9 ، 10 فإن السياق يرد كل ضمير إلى معاده كما في قول عباس بن مرداس @ عُدنا ولولا نَحْنُ أحدقَ جمعُهم بالمسلمين وأحرَزوا ما جَمَّعوا @@ والمفعول الثاني لفعل « رأيتَ » محذوف دل عليه قوله { ألم يعلم بأن الله يرى } العلق 14 أو دل عليه قوله { يَنهى } المتقدم . والتقدير أرأيته . وجواب { إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى } محذوف تقديره أينهاه أيضاً . وفُصِلت جملة { أرأيت إن كان على الهدى } لوقوعها موقع التكرير لأن فيها تكريرَ التَّعجيب من أحوال عديدة لشخص واحد .