Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 96, Ayat: 13-14)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

جملة مستأنفة للتهديد والوعيد على التكذيب والتولي ، أي إذا كذب بما يُدعى إليه وتولى أتظنه غيرَ عالم بأن الله مطلع عليه . فالمفعول الأول لــــ « رأيتَ » محذوف وهو ضمير عائد إلى { الذي ينهى } العلق 9 والتقدير أرأيتَه إن كذب … إلى آخره . وجواب { إن كذب وتولى } هو { ألم يعلم بأن الله يرى } كذا قدر صاحب « الكشاف » ، ولم يعتبر وجوب اقتران جملة جواب الشرط بالفاء إذا كانت الجملة استفهامية . وصرح الرضي باختيار عدم اشتراط الاقتران بالفاء ونظَّره بقوله تعالى { قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يُهْلَك إلا القوم الظالمون } الأنعام 47 فأما قول جمهور النحاة والزمخشري في « المفصَّل » فهو وجوب الاقتران بالفاء ، وعلى قولهم يتعين تقدير جَواب الشرط بما يدل عليه { ألم يعلم بأن الله يرى } والتقدير إن كذب وتولى فالله عالم به ، كناية عن توعده ، وتكون جملة { ألم يعلم بأن الله يرى } مستأنفة لإِنكار جهل المكذب بأن الله سيعاقبه ، والشرطُ وجوابه سادّان مسدّ المفعول الثاني . وكني بأن الله يرى عن الوعيد بالعقاب . وضمن فعل { يعلم } معنى يوقنْ فلذلك عُدي بالباء . وعلق فعل { أرأيت } هنا عن العمل لوجود الاستفهام في قوله { ألم يعلم } . والاستفهام إنكاري ، أي كان حقه أن يعلم ذلك ويقي نفسه العقاب . وفي قوله { إن كذب وتولى } إيذان للنبيء صلى الله عليه وسلم بأن أبا جهل سيكذبه حين يدعوه إلى الإِسلام وسيتولى ، ووعْد بأن الله ينتصف له منه . وضمير { كذب وتولى } عائد إلى { الذي ينهى عبداً إذا صلى } العلق 9 ، 10 ، وقرينة المقام ترجِّع الضمائر إلى مراجعها المختلفة . وحذف مفعول { كذب } لدلالة ما قبله عليه . والتقدير إن كذبه ، أي العبدَ الذي صلى ، وبذلك انتظمت الجمل الثلاث في نسبة معانيها إلى الذي ينهَى عبداً إذا صلى وإلى العبد الذي صلى ، واندفعت عنك ترددات عرضت في التفاسير . وحُذف مفعول { يرى } ليعمّ كل موجود ، والمراد بالرؤية المسندة إلى الله تعالى تعلق علمه بالمحسوسات .