Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 101, Ayat: 8-11)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقع الخلاف في المراد من قوله : { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } ، هل المراد بأمه مأواه وهي النار ، وأن هاوية من أسمائها ، أم المراد بأمه رأسه وأن هاوية من الهوى ، فيلقى في النار منكساً رأسه يهوي في النار . وقد بحث الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه ذلك في دفع إيهام الاضطراب ، ولا يبعد من يقول إنه لا تعارض بين القولين . فتكون أمه هاوية ، وهي النار ويلقى فيها منكساً تهوي رأسه والعياذ بالله . وحكى القرطبي على أن الأم بمعنى قول لبيد : @ فالأرض معقلنا وكانت أمنا فيها مقابرنا وفيها نولد @@ وعلى معنى الهاوية البعيدة والداهية ، قول الشاعر : @ يا عمرو لو نالتك رماحنا كنت كمن تهوى به الهاوية @@ والهاوية : مكان الهوى . كما قيل : @ أكلت دماً إن لم أرعك بضرة بعيدة مهوى القرط مياسة القد @@ أو طيبة النشر . وفي الحديث : " إن أحدكم ليتكلم بالكلمة لا يلقى لها بأساً يهوى بها في النار أربعين خريفاً " . نسأل الله السلام . وقد فسر الهاوية بما بعدها : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ } [ القارعة : 10 - 11 ] . وقد فسر الهاوية بأنها أسفل دركات النار . عياذاً بالله . وقد جاء قوله تعالى : { كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي ٱلْحُطَمَةِ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحُطَمَةُ نَارُ ٱللَّهِ ٱلْمُوقَدَةُ } [ الهمزة : 4 - 6 ] . والنبذ : الطرح ، مما يرجح ما قلناه من إمكان إرادة المعنيين كون أمه هي الهاوية أي النار ، يهوي فيها على أُم رأسه ، وذلك بالنبذ في الهاوية بعيدة المهوى ، وعادة الجسم إذا ألقى من شاهق بعيداً يسبغه إلى أسفل أثقله ، وأثقل جسم الإنسان رأسه . والله تعالى أعلم .