Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 6-6)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى { وَكَذٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ } بين الله جل وعلا أنه علم نبيه يوسف من تأويل الأحاديث ، وصرح بذلك أيضاً في قوله { وَكَذٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي ٱلأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ } يوسف 21 . وقوله { رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ ٱلْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ } يوسف 101 . واختلف العلماء في المراد بتأويل الأحاديث . فذهب جماعة من أهل العلم إلى أن المراد بذلك تعبير الرؤيا ، فالأحاديث على هذا القول هي الرؤيا ، قالوا إنها إما حديث نفس أو ملك أو شيطان . وكان يوسف أعبر الناس للرؤيا . ويدل لهذا الوجه الآيات الدالة على خبرته بتأويل الرؤيا ، كقوله { يٰصَاحِبَيِ ٱلسِّجْنِ أَمَّآ أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا ٱلآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ ٱلطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ ٱلأَمْرُ ٱلَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ } يوسف 41 وقوله { قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعُ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ } يوسف 47 إلى قوله { يَعْصِرُونَ } يوسف 49 . وقال بعض العلماء المراد بتأويل الأحاديث معرفة معاني كتب الله وسنن الأنبياء ، وما غمض وما اشتبه على الناس من أغراضها ومقاصدها ، يفسرها لهم ويشرحها ، ويدلهم على مودعات حكمها . وسميت أحاديث ، لأنها يحدث بها عن الله ورسله ، فيقال قال الله كذا ، وقال رسوله كذا ، ألا ترى إلى قوله تعالى { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ } الأعراف 185 . وقوله { ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيث } الزمر 23 الآية . ويدل لهذا الوجه قوله تعالى { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً } يوسف 22 وقوله { قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّيۤ } يوسف 37 الآية . قال مقيدة عفا الله عنه الظاهر أن الآيات المذكورة تشمل ذلك كله من تأويل الرؤيا ، وعلوم كتب الله وسنن الأنبياء - و العلم عند الله تعالى .