Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 128-128)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه مع عباده المتقين المحسنين . وقد تقدم إيضاح معنى التقوى والإحسان . وهذه المعية بعباده المؤمنين ، وهي بالإعانة والنَّصر والتوفيق . وكرر هذا المعنى في مواضع أخر ، كقوله { إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَىٰ } طه 46 ، وقوله { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ أَنِّي مَعَكُم } الأنفال 12 ، وقوله { لاَ تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا } التوبة 40 وقوله { قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ } الشعراء 62 ، إلى غير ذلك من الآيات . وأما المعية العامة لجميع الخلق فهي بالإحاطة التامة والعلم ، ونفوذ القدرة ، وكون الجميع في قبضته جل وعلا فالكائنات في يده جل وعلا أصغر من حبّة خردل ، وهذه هي المذكورة أيضاً في آيات كثيرة . كقوله { مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَىٰ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ } المجادلة 7 الآية ، وقوله { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ } الحديد 4 الآية ، وقوله { فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ } الأعراف 7 وقوله { وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ } يونس 61 الآية إلى غير ذلك من الآيات . فهو جل وعلا مستو على عرشه كما قال ، على الكيفية اللائقة بكماله وجلاله ، وهو محيط بخلقه ، كلهم في قبضة يده ، لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين .