Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 78-78)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى { وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } . ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه أخرج بني آدم من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئاً ، وجعل لهم الأسماع والأبصار والأفئدة . لأجل أن يشكروا له نعمه . وقد قدمنا أن " لعل " للتعليل . ولم يبين هنا هل شكروا أو لم يشكروا . ولكنه بين في مواضع أخر أن أكثرهم لم يشكروا . كما قال تعالى { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } البقرة 243 ، وقال { قُلْ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } الملك 23 ، إلى غير ذلك من الآيات . تنبيه لم يأت السمع في القرآن مجموعاً ، وإنما يأتي فيه بصيغة الإفراد دائماً ، مع أنه يجمع ما يذكر معه كالأفئدة والأبصار . وأظهر الأقوال في نكتة إفراده دائماً أن أصله مصدر سمع سمعاً ، والمصدر إذا جعل اسماً ذكر وأفرد . كما قال في الخلاصة