Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 71-71)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى { يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ } . قال بعض العلماء المراد " بإمامهم " هنا كتاب أعمالهم . ويدل لهذا قوله تعالى { وَكُلَّ شيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِيۤ إِمَامٍ مُّبِينٍ } يس12 ، وقوله { وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } الجاثية28 . وقوله { وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ فَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ } الكهف49 الآية ، وقوله { وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً } الإسراء13 واختار هذا القول ابن كثير . لدلالة آية " يس " المذكورة عليه . وهذا القول رواية عن ابن عباس ذكرها ابن جرير وغيره ، وعزاه ابن كثير لابن عباس وأبي العالية والضحاك والحسن . وعن قتادة ومجاهد أن المراد " بـإمامهم " نبيهم . ويدل لهذا القول قوله تعالى { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } يونس47 ، { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداً } وقوله { وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِّنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَىٰ هَـٰؤُلآءِ } النحل89 الآية ، وقوله { وَأَشْرَقَتِ ٱلأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ وَجِـيءَ بِٱلنَّبِيِّيْنَ وَٱلشُّهَدَآءِ } الزمر69 الآية . قال بعض السلف وفي هذا أكبر شرف لأصحاب الحديث . لأن إمامهم النبي صلى الله عليه وسلم . وقال بعض أهل العلم { بِإِمَامِهِمْ } أي بكتابهم الذي أنزل على نبيهم من التشريع . وممن قال به ابن زيد ، واختاره ابن جرير . وقال بعض أهل العلم { يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ } أي ندعو كل قوم بمن يأتمون به . فأهل الإيمان أئمتهم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم . وأهل الكفر أئمتهم سادتهم وكبراؤهم من رؤساء الكفرة . كما قال تعالى { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ } القصص41 الآية . وهذا الأخير أظهر الأقوال عندي . والعلم عند الله تعالى . فقد رأيت أقوال العلماء في هذه الآية ، وما يشهد لها من قرآن . وقوله بعد هذا { فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ } من القرائن الدالة على ترجيح ما اختاره ابن كثير من أن الإمام في هذه الآية كتاب الأعمال . وذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن الذين يؤتون كتابهم بأيمانهم يقرؤونه ولا يظلمون فتيلاً . وقد أوضح هذا في مواضع أخر ، كقوله { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقْرَؤُاْ كِتَابيَهْ } الحاقة19 - إلى قوله - { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ } الحاقة25 وقد قدمنا هذا مستوفى في أول هذه السورة الكريمة . وقول من قال إن المراد " بإمامهم " كمحمد بن كعب " أمهاتهم " أي يقال يا فلان بن فلانة - قول باطل بلا شك . وقد ثبت في الصحيح من حديث ابن عمر مرفوعاً " يرفع يوم القيامة لكل غادر لواء فيقال هذه غدرة فلان بن فلان " .