Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 72-72)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى { وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلاً } المراد بالعمى في هذه الآية الكريمة عمى القلب لا عمى العين . ويدل لهذا قوله تعالى { فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى ٱلأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَىٰ ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ } الحج46 لأن عمى العين مع إبصار القلب لا يضر ، بخلاف العكس . فإن أعمى العين يتذكر فتنفعه الذكرى ببصيرة قلبه ، قال تعالى { عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ أَن جَآءَهُ ٱلأَعْمَىٰ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكْرَىٰ } عبس1 - 4 . @ إذا بصر القلب المروءة والتقى فإن عمى العينين ليس يضير @@ وقال ابن عباس رضي الله عنهما لما عمي في آخر عمره - كما روي عنه من وجوه - كما ذكره ابن عبد البر وغيره @ إن يأخذ الله من عيني نورهما ففي لساني وقلبي منهما نور قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل وفي فمي صارم كالسيف مأثور @@ وقوله في هذه الآية الكريمة { فَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلاً } قال بعض أهل العلم ليست الصيغة صيغة تفضيل ، بل المعنى فهو في الآخرة أعمى كذلك لا يهتدي إلى نفع . وبهذا جزم الزمخشري . قال مقيدة عفا الله عنه الذي يتبادر إلى الذهن أن لفظة " أعمى " الثانية صيغة تفضيل . أي هو أشد عمى في الآخرة . ويدل عليه قوله بعده { وَأَضَلُّ سَبِيلاً } فإنها صيغة تفضيل بلا نزاع . والمقرر في علم العربية أن صيغتي التعجب وصيغة التفضيل لا يأتيان من فعل الوصف منه على أفعل الذي أنثاه فعلاء . كما أشار له في الخلاصة بقوله @ وغير ذي وصف يضاهي أشهلا @@ والظاهر أن ما وجد في كلام العرب مصوغاً من صيغة تفضيل أو تعجب غير مستوف للشروط - أنه يحفظ ولا يقاس عليه . كما أشار له في الخلاصة بقوله @ وبالندور احكم لغير ما ذكر ولا تقس على الذي منه أثر @@ ومن أمثلة ذلك قوله @ ما في المعالي لكم ظل ولا ثمر وفي المخازي لكم أشباح أشياخ أما الملوك فأنت اليوم ألأمهم لؤماً وأبيضهم سربال طباخ @@ وقال بعض العلماء إن قوله في هذا البيت " وأبيضهم سربال طباخ " ليس صيغة تفضيل . بل المعنى أنت وحدك الأبيض سربال طباخ من بينهم .