Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 101-101)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

التحقيق في قوله { ٱلَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ } أنه في محل خفص نعتاً للكافرين . وقد بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن من صفات الكافرين الذين تعرض لهم جهنم يوم القيامة - أنهم كانت أعينهم في دار الدنيا في غطاء عن ذكره تعالى ، وكانوا لا يستطيعون سمعاً . وقد بين هذا من صفاتهم في آيات كثيرة ، كقوله في تغطية أعينهم { وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ } البقرة 7 الآية ، وقوله { وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً } الجاثية 23 الآية ، وقوله { أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ ٱلْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ } الرعد 19 ، وقوله { وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْـمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ } غافر 58 الآية ، والآيات بمثل ذلك كثيرة جداً . وقال في عدم استطاعتهم السمع { أَوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ } محمد 23 ، وقال { إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً } الكهف 57 . وقد بينا معنى كونهم لا يستطيعون السمع في أول سورة " هود " في الكلام على قوله تعالى { يُضَاعَفُ لَهُمُ ٱلْعَذَابُ مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ ٱلسَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ } هود 20 فأغنى عن إعادته هنا . وقد بينا أيضاً طرفاً من ذلك في الكلام على قوله تعالى في هذه السورة الكريمة { إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً } وقد بين تعالى في موضع آخر أن الغطاء المذكور الذي يعشو بسببه البصر عن ذكره تعالى يقيض الله لصاحبه شيطاناً فيجعله له قرينا . وذلك في قوله تعالى { وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } الزخرف 36 الآية .