Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 11-11)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة - أنه ضرب على آذان أصحاب الكهف سنين عدداً . ولم يبين قدر هذا العدد هنا ، ولكنه بينه في موضع آخر . وهو قوله { وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَٱزْدَادُواْ تِسْعاً } الكهف 25 . وضربه جل وعلا على آذانهم في هذه الآية كناية عن كونه أنامهم ومفعول " ضربنا " محذوف ، أي ضربنا على آذانهم حجاباً مانعاً من السماع فلا يسمعون شيئاً يوقظهم . والمعنى أنمناهم إنامة ثقيلة لا تنبههم فيها الأصوات . وقوله { سنين عدداً } على حذف مضاف . أي ذات عدد ، أو مصدر بمعنى اسم المفعول ، أي سنين معدودة . وقد ذكرنا الآية المبينة لقدر عددها بالسنة القمرية والشمسية ، كما يشير إلى ذلك قوله تعالى { وَٱزْدَادُواْ تِسْعاً } . وقال أبو حيان في البحر في قوله { فضربنا على آذانهم } عبر بالضرب ليدل على قوة المباشرة واللصوق واللزوم ، ومنه { ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ } آل عمران 112 وضرب الجزية وضرب البعث . وقال الفرزدق @ ضرب عليك العنكبوت بنسجها وقضى عليك به الكتاب المنزل @@ وقال الأسود بن يعفر @ ومن الحوادث لا أبالك أنني ضربت على الأرض بالأسداد @@ وقال الآخر @ إن المروءة والسماحة والندى في قبة ضربت على ابن الحشرج @@ وذكر الجارحة التي هي الآذان ، إذ هي يكون منها السمع ، لأنه لا يستحكم نوم إلا مع تعطل السمع . وفي الحديث " " ذلك رجل بال الشيطان في أذنه " أي استثقل نومه جداً لا يقوم بالليل اهـ كلام أبي حيان .