Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 10-10)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المراد بالآية هنا العلامة ، أي اجعل لي علامة أعلم بها وقوع ما بشرت به من الولد . قال بعض أهل العلم طلب الآية على ذلك لتتم طمأنينته بوقوع ما بشر به . ونظيره على هذا القول قوله تعالى عن إبراهيم { قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي } البقرة 260 . وقيلأراد بالعلامة أن يعرف ابتداء حمل امرأته ، لأن الحمل في أول زمنه يخفى . وقوله في هذه الآية الكريمة { آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيّاً } أي علامتك على وقوع ذلك ألا تكلم الناس ، أي أن تمنع الكلام فلا تطيقه ثلاث ليال بأيامهن في حال كونك سوياً ، أي سوى الخلق ، سليم الجوارح ، ما بك خرس ولا بكم ولكنك ممنوع من الكلام على سبيل خرق العادة ، كما قدمنا في " آل عمران " . أما ذكر الله فليس ممنوعاً منه بدليل قوله في " آل عمران " { وَٱذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِبْكَارِ } آل عمران 41 . وقول من قال إن معنى قوله تعالى . { ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيّاً } أي ثلاث ليال متتابعات - غير صواب ، بل معناه هو ما قدمنا من كون اعتقال لسانه عن كلام قومه ليس لعلة ولا مرض حدث به . ولكن بقدرة الله تعالى وقد قال تعالى هنا { ثلاث ليال } ولم يذكر معها أيامها ، ولكنه ذكر الأيام في " آل عمران " ، في قوله { قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ } آل عمران 41 الآية . فدلت الآيتان على أنها ثلاث ليالي بأيامهن . وقوله تعالى في هذه الآية { أَلاَّ تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ } يعني إلا بالإشارة أو الكتابة ، كما دل عليه قوله هنا { فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُواْ بُكْرَةً وَعَشِيّاً } مريم 11 ، وقوله في " آل عمران " { قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً } آل عمران 41 الآية . لأن الرمز الإشارة والإيماء بالشفتين والحاجب . والإيحاء في قوله { فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُواْ } الآية ، قال بعض العلماء هو الإشارة وهو الأظهر بدليل قوله " إلا رمزاً " كما تقدم آنفاً . وممن قال بأن الوحي في الآية الإشارة قتادة ، والكلبي ، وابن منبه ، والعتبي ، كما نقله عنهم القرطبي وغيره . وعن مجاهد ، والسدي " فأوحى إليهم " أي كتب لهم في الأرض . وعن عكرمة كتب لهم في كتاب . والوحي في لغة العرب يطلق على كل إلقاء في سرعة وخفاء . ولذلك أطلق على الإلهام ، كما في قوله تعالى { وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ } النحل 68 الآية . وعلى الإشارة كما هو الظاهر في قوله تعالى { فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُواْ } الآية . ويطلق على الكتابة كما هو القول الآخر في هذه الآية الكريمة . وإطلاق الوحي على الكتابة مشهور في كلام العرب ، ومنه قول لبيد بن ربيعة في معلقته @ فمدافع الريان عرى رسمها خلقا كما ضمن الوحي سلامها @@ فقوله " الوحي " بضم الواو وكسر الحاء وتشديد الياء ، جمع وحي بمعنى الكتابة . وقول عنترة @ كوحي صحائف من عهد كسرى فأهداها لأعجم طمطمي @@ وقول ذي الرمة @ سوى الأربع الدهم اللواتي كأنها بقية بطوحي في ون الصحائف @@ وقول جرير