Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 243-243)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ ٱلْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ ٱللَّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ } . المقصود من هذه الآية الكريمة ، تشجيع المؤمنين على القتال بإعلامهم بأن الفرار من الموت لا ينجي ، فإذا علم الإنسان أن فراره من الموت أو القتل لا ينجيه ، هانت عليه مبارزة الأقران . والتقدم في الميدان . وقد أشار تعالى أن هذا هو مراده بالآية حيث أتبعها بقوله { وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } البقرة 190 الآية وصرح بما أشار إليه هنا في قوله { قُل لَّن يَنفَعَكُمُ ٱلْفِرَارُ إِن فَرَرْتُمْ مِّنَ ٱلْمَوْتِ أَوِ ٱلْقَتْلِ وَإِذاً لاَّ تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } الأحزاب 16 وهذه أعظم آية في التشجيع على القتال . لأنها تبين أن الفرار من القتل لا ينجي منه ولو فرض نجاته منه فهو ميت عن قريب ، كما قال قعنب ابن أم صاحب @ إذا أنت لاقيت في نجدة فلا تتهيبك أن تقدما فإن المنية من يخشها فسوف تصادفه أينما وإن تتخطاك أسبابها فإن قصاراك أن تهرما @@ وقال زهير @ رأيت المنايا خبط عشواء من تصب تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم @@ وقال أبو الطيب @ وإذا لم يكن من الموت بلد فمن العجز أن تكون جبانا @@ ولقد أجاد من قال @ في الجبن عار وفي الإقدام مكرمة والمرء في الجبن لا ينجو من القدر @@ وهذا هو المراد بالآيات المذكورة ، ويؤخذ من هذه الآية عدم جواز الفرار من الطاعون إذا وقع بأرض وأنت فيها ، وقد ثبت عن النَّبي صلى الله عليه وسلم النهي عن الفرار من الطاعون وعن القدوم على الأرض التي هو فيها إذا كنت خارجاً عنها . تنبيه لم تأت لفظة ألم تر ونحوها في القرآن مما تقدمه لفظ ألم ، معداة إلا بالحرف الذي هو إلى . وقد ظن بعض العلماء أن ذلك لازم والتحقيق عدم لزومه وجواز تعديته بنفسه دون حرف الجر ، كما يشهد له قول امرئ القيس