Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 74-75)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { وَلُوطاً } منصوب بفعل مضمر وجوباً يفسر { آتَيْنَاهُ } كما قال في الخلاصة @ فالسابق انصبه بفعل أضمرا حتماً موافق لما قد أظهرا @@ قال القرطبي في تفسير هذه الآية الحكم النبوة . والعلم المعرفة بأمر الدين ، وما يقع به الحكم بين الخصوم . وقيل علماً فهماً . وقال الزمخشري حكماً حكمة ، وهو ما يجب فعله ، أو فصلاً بين الخصوم ، وقيل هو النبوة . قال مقيده عفا الله عنه أصل الحكم في اللغة المنع كما هو معروف . فمعنى الآيات أن الله آتاه من النبوة والعلم ما يمنع أقواله وأفعاله من أن يعتريها الخلل . والقرية التي كانت تعمل الخبائث هي سدوم وأعمالها ، والخبائث التي كانت تعملها جاءت موضحة في آيات من كتاب الله منها اللواط ، وأنهم هم أول من فعله من الناس ، كما قال تعالى { أَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن ٱلْعَالَمِينَ } الأعراف 80 ، وقال { أَتَأْتُونَ ٱلذُّكْرَانَ مِنَ ٱلْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ } الشعراء 165 - 166 . ومن الخبائث المذكورة إتيانهم المنكر في ناديهم ، وقطعهم الطريق ، كما قال تعالى { أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ ٱلسَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ ٱلْمُنْكَرَ } العنكبوت 29 الآية . ومن أعظم خبائثهم تكذيب نبي الله لوط وتهديدهم له بالإخراج من الوطن . كما قال تعالى عنهم { قَالُواْ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يٰلُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُخْرَجِينَ } الشعراء 167 ، وقال تعالى { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَخْرِجُوۤاْ آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } النمل 56 إلى غير ذلك من الآيات . وقد بين الله في مواضع متعددة من كتابه أنه أهلكهم فقلب بهم بلدهم ، وأمطر عليهم حجارة من سجيل ، كما قال تعالى { فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ } الحجر 74 والآيات بنحو ذلك كثيرة . والخبائث جمع خبيثة ، وهي الفعلة السيئة كالكفر واللواط وما جرى مجرى ذلك . وقوله { قَوْمَ سَوْءٍ } أي أصحاب عمل سيئ ، ولهم عند الله جزاء يسوءهم وقوله { فَاسِقِينَ } أي خارجين عن طاعة الله . وقوله { وَأَدْخَلْنَاهُ } يعني لوطاً { فِي رَحْمَتِنَآ } شامل لنجاته من عذابهم الذي أصابهم ، وشامل لإدخاله إياه في رحمته التي هي الجنة ، كما في الحديث الصحيح " تحاجَّت النَّار والجنة " الحديث . وفيه " فقال للجنة أنت رَحْمَتي أرحم بها من أَشَاء من عبَادي " .