Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 91-91)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
بين الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة ثلاث مسائل : الأولى : أنه لم يتخذ ولداً سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً . والثانية : أنه لم يكن معه إله آخر سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً . والثالثة : أنه أقام البرهان على استحالة تعدد الآلهة بقوله : { إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } أما ادعاؤهم له الأولاد ، فقد بينا الآيات الدالة على عظم فريتهم في ذلك ، وظهور بطلان دعواهم ، ورد الله عليهم في ذلك مواضع متعددة ، فقد أوضحناه في سورة النحل في الكلام ، على قوله تعالى : { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ٱلْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ } [ النحل : 57 - 58 ] الآية . وذكرنا طرفاً منه في أول الكهف في الكلام على قوله : { وَيُنْذِرَ ٱلَّذِينَ قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً } [ الكهف : 4 ] وفي مواضع غير ما ذكر ، فأغنى ذلك عن إعادته . وأما تفرده تعالى بالألوهية مع إقامة الدليل على ذلك فقد بيناه ، وذكرنا ما يدل عليه من الآيات في سورة بني إسرائيل ، في الكلام على قوله تعالى : { قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَىٰ ذِي ٱلْعَرْشِ سَبِيلاً } [ الإسراء : 42 ] ولم نتعرض لما يسميه المتكلمون دليل التمانع ، لكثرة المناقشات الواردة على أهل الكلام فيه ، وإنما بينا الآيات ، بالقرآن على طريق الاستدلال القرآني بها فأغنى ذلك عن إعادته هنا .