Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 19-19)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى في كلام فرعون لموسى : { وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ ٱلَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ } . أبهم جل وعلا هذه الفعلة التي فعلها لتعبيره عنها بالاسم المبهم الذي هو الموصول في قوله : التي فعلت ، وقد أوضحها في آيات أخر ، وبين أن الفعلة المذكورة هي قتله نفساً منهم كقوله تعالى : { فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ } [ القصص : 15 ] . وقوله تعالى : { قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً } [ القصص : 33 ] الآية . وقوله عن الإسرائيلي الذي استغاث بموسى مرتين : { قَالَ يٰمُوسَىٰ أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِٱلأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِي ٱلأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْمُصْلِحِينَ } [ القصص : 19 ] . وأظهر الأقوال عندي في معنى قوله : { وَأَنتَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ } : أن المراد به كفر النعمة ، يعني أنعمنا عليك بتربيتنا إياك صغيراً ، وإحساننا إليك تتقلب في نعمتنا فكفرت نعمتنا ، وقابلت إحساننا بالإساءة لقتلك نفساً منا ، وباقي الأقوال تركناه لأن هذا أظهرها عندنا . وقال بعض أهل العلم : رد موسى على فرعون امتنانه عليه بالتربية بقوله { وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ } [ الشعراء : 22 ] يعني تعبيدك لقومي ، وإهانتك لهم لا يعتبر معه إحسانك إلا لأني رجل واحد منهم . والعلم عند الله تعالى .