Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 2-2)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى { وَآتُواْ ٱلْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ } الآية . أمر الله تعالى في هذه الآية الكريمة بإيتاء اليتامى أموالهم ، ولم يشترط هنا في ذلك شرطاً ، ولكنه بين بعد هذا أن هذا الإيتاء المأمور به مشروط بشرطين الأول بلوغ اليتامى . والثاني إيناس الرشد منهم ، وذلك في قوله تعالى { وَٱبْتَلُواْ ٱلْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِّنْهُمْ رُشْداً فَٱدْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ } النساء 6 وتسميتهم يتامى في الموضعين ، إنما هي باعتبار يتمهم الذي كانوا متصفين به قبل البلوغ ، إذ لا يتم بعد البلوغ إجماعاً ، ونظيره قوله تعالى { فَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سَاجِدِين } الشعراء 46 يعني الذين كانوا سحرة ، إذ لا سِحر مع السجود لله . وقال بعض العلماء معنى إيتائهم أموالهم إجراء النفقة والكسوة زمن الولاية عليهم . وقال أبو حنيفة إذا بلغ خمساً وعشرين سنة أعطي ماله على كل حال . لأنه يصير جداً ، ولا يخفي عدم اتجاهه ، والله تعالى أعلم . قوله تعالى { وَلاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً } . ذكر في هذه الآية الكريمة أن أكل أموال اليتامى حوب كبير ، اي إثم عظيم ، ولم يبين مبلغ هذا الحوب من العظم ، ولكنه بينه في موضع آخر وهو قوله { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ ٱلْيَتَامَىٰ ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرا } النساء 10 .