Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 66-66)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الاستفهام بهل هنا بمعنى النفي ، وينظرون بمعنى ينتظرون ، أي ما ينتظر الكفار إلا الساعة ، أي القيامة أن تأتيهم بغتة ، أي في حال كونها مباغتة لهم ، أي مفاجئة لهم ، وهم لا يستغفرون أي بمفاجأتها في حال غفلتهم وعدم شعورهم بمجيئها . والظاهر أن المصدر المنسبك من أن وصلتها في قوله : { أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً } في محل نصب ، على أنه بدل اشتمال من الساعة ، وكون ينظرون ، بمعنى ينتظرون ، معروف في كلام العرب ، ومنه قول امرئ القيس : @ فإنكما إن تنظراني ساعة من الدهر تنفعني لدى أم جندب @@ وما تضمنته هذه الآية الكريمة ، من أن الساعة تأتيهم بغتة ، جاء موضحاً في آيات من كتاب الله . كقوله تعالى في الأعراف : { ثَقُلَتْ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً } [ الأعراف : 187 ] . وقوله تعالى في القتال { فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا } [ محمد صلى الله عليه وسلم : 18 ] وقوله تعالى : { مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأُخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً } [ يس : 49 - 50 ] الآية . فالمراد بالصيحة : القيامة . وقوله : { وَهُمْ يَخِصِّمُونَ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً } الآية ، يدل على أنها تأتيهم وهم في غفلة ، وعدم شعور بإتيانها ، إلى غير ذلك من الآيات . والعلم عند الله تعالى .