Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 3-3)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ } . أبهم تعالى هذه الليلة المباركة هنا ، ولكنه بين أنها هي ليلة القدر في قوله تعالى { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ } [ القدر : 1 ] وبين كونها ( مباركة ) المذكورة هنا في قوله تعالى { لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } [ القدر : 3 ] إلى آخر السورة . فقوله { فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ } أي كثيرة البركات والخيرات . ولا شك أن ليلة هي خير من ألف شهر ، إلى آخر الصفات التي وصفت بها ، في سورة القدر كثيرة البركات ، والخيرات جداً . وقد بين تعالى أن هذه الليلة المباركة هي ليلة القدر ، التي أنزل فيها القرآن من شهر رمضان ، في قوله تعالى { شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ } [ البقرة : 185 ] . فدعوى أنها ليلة النصف من شعبان كما روي عن عكرمة وغيره ، لا شك في أنها دعوى باطلة لمخالفتها لنص القرآن الصريح . ولا شك كل ما خالف الحق فهو باطل . والأحاديث التي يوردها بعضهم في أنهم من شعبان المخالفة لصريح القرآن لا أساس لها ، ولا يصح سند شيء منها ، كما جزم به ابن العربي وغير واحد من المحققين . فالعجب كل العجب من مسلم يخالف نص القرآن الصريح ، بلا مستند كتاب ولا سنة صحيحة .