Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 20-20)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا ٱلْقِتَالُ رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ ٱلْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ } . ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة ، أنه إذا أنزل سورة محكمة ، أي متقنة الألفاظ والمعاني ، واضحة الدلالة ، لا نسخ فيها وذكر فيها وجوب قتال الكفار ، تسبب عن ذلك ، كون الذين فى قلوبهم مرض أي شك ونفاق ، ينظرون كنظر الإنسان الذي يغشى عليه لأنه في سياق الموت ، لأن نظر من كان كذلك تدور فيه عينه ويزيغ بصره . وهذا إنما وقع لهم من شدة الخوف من بأس الكفار المأمور بقتالهم . وقد صرح جل وعلا بأن ذلك من الخوف المذكور في قوله : { فَإِذَا جَآءَ ٱلْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدورُ أَعْيُنُهُمْ كَٱلَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ } [ الأحزاب : 19 ] . وقد بين تعالى ، أن الأغنياء من هؤلاء المنافقين ، إذا أنزل الله سورة ، فيها الأمر بالجهاد ، استأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم في التخلف عن الجهاد ، وذمهم الله على ذلك ، وذلك في قوله تعالى : { وَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُواْ بِٱللَّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ ٱسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ ٱلطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُنْ مَّعَ ٱلْقَاعِدِين رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ } [ التوبة : 86 - 87 ] .