Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 84, Ayat: 25-25)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قيل : المن : القطع والنقص ، ومنه قول الشاعر : @ لمعفر قهد تناثر شلوه عنس كواسب ما يمن طعامها @@ والقهد : ضرب من الضأن تعلوه حمرة صغيرة آذانه ، والكواسب : الوحوش ، أى ذئاب أو سباع لا ينقطع طعامها . وقال القرطبي : مننت الحبل إذا قطعته . وسأل نافع بن الأزرق ، ابن عباس عنها فقال : غير مقطوع ، فقال هل تعرف ذلك العرب ؟ قال : نعم ، قد عرفه أخو يُشْكرَ ، حيث يقول : @ غترى خَلفهن من سرعة الرجـ ـع منيناً كأنه أهباء @@ قال المبرد : المنين الغبار لأنها تقطعه وراءها . وقيل : غير ممنون أي غير ممنون به عليهم ، لنكمل النعمة عليهم . وقال ابن جرير : غير ممنون أي غير محسوب ولا منقوص . وذكره ابن عباس ومجاهد . وقال ابن كثير : غير مقطوع ، كقوله تعالى : { عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } [ هود : 108 ] ، ورد قول من قال إنه غير ممنون به عليهم ، لأن لله تعالى أن يمتن على عباده وهم ما دخلوا الجنة الا بفضل من الله ومنه عليهم . انتهى . ومما يشهد لقول ابن جرير غير محسوب عموم قوله تعالى : { إنًّ ٱللًّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [ آل عمران : 37 ] وخصوص قوله تعالى : { وَمَنْ عَمِـلَ صَالِحاً مِّن ذَكَـرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ } [ غافر : 40 ] . قوله تعالى : { جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَاباً } [ النبأ : 36 ] ، فهو بمعنى كافيا من قولك : حسبي بمعنى كافيني . والذي يظهر والله تعالى أعلم أن كلاً من المعنيين مقصود ولا مانع منه ، وما ذهب إليه ابن كثير لا يتعارض مع قول الآخرين ، لأن المن الممنوع هو ما فيه أذى وتنقيص ، كما فى قوله : { ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَآ أَنْفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى } [ البقرة : 262 ] ، أما المن من الله تعالى على عبده ، فهو عين الإكرام والزلفى إليه سبحانه . والعلم عند الله تعالى .