Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 86, Ayat: 13-13)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال ابن كثير : قال ابن عباس حق . وكذا قال قتادة ، وقال آخرون : حكم عدل . وقال القرطبي : إنه أي القرآن ، يفصل بين الحق والباطل . وقيل : هو ما تقدم من الوعيد في هذه السورة { إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَآئِرُ } [ الطارق : 8 - 9 ] . وقال أبو حيان بما قال به القرطبي أولاً ، ثم جوّز أن يكون مراداً به الثاني ، أي أن الإخبار عن رجع الإنسان يوم تبلى السرائر ، قول فصل ، وهذا ما يفيده كلام ابن جرير ، وعزاه النيسابوري إلى القفال . وسياق السورة يشهد لهذا القول الثاني ، لأن السورة كلها في معرض إثبات القدرة على البعث ، وإعادة الإنسان بعد الفناء ، حيث تضمنت ثلاثة أدلة من أدلة البعث . الأول : السماء ذات الطارق . لعظم خلقتها ، وعظم دلالتها على القدرة . الثاني : خلق الإنسان أولاً من ماء دافق ، كما في قوله : { قُلْ يُحْيِيهَا ٱلَّذِيۤ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ } [ يس : 79 ] . الثالث : مجموع قوله : { وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجْعِ * وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ } [ الطارق : 11 - 12 ] ، أي إنزال المطر ، وإنبات النبات وهو إحياء الأرض بعد موتها . فناسب أن يكون الإقسام على تحقق البحث . وأكد هذا ما جاء بعده من الوعيد بالإمهال رويداً ، وقد سمي بيوم الفصل ، كما في قوله : { لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ * لِيَوْمِ ٱلْفَصْلِ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } [ المرسلات : 12 - 15 ] . وذكر الويل في هذه الآية للمكذبين يعادل الإمهال في هذه السورة للكافرين ، وإذا ربطنا بين القسم والمقسم عليه ، لكان أظهر وأوضح ، لأن رجع الماء بعد فنائه بتلقيح السحاب من جديد يعادل رجع الإنسان بعد فنائه في الأرض ، وتشقق الأرض عن النبات يناسب تشققها يوم البعث عن الخلائق ، والله تعالى أعلم .