Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 88, Ayat: 1-7)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الكلام في { هَلْ } هنا ، كالكلام في { هَلْ } التي في أول سورة الإنسان ، أنها استفهامية أو أنها بمعنى قد ؟ ورجّح أبو السعود وغيره أنها استفهامية للفت النظر وشدة التعجب والتنويه ، بشأن هذا الحديث ، وهو مروي عن ابن عباس قال : رضي الله عنه : " لم يكن أتاه فأخبره به " وحديث الغاشية هو خبرها الذي يتحدث عنها . والغاشية قال أبو حيان : أصلها في اللغة : الداهية تغشى الناس ، واختلف في المراد بها هنا ، فقيل : يوم القيامة . وقيل : النار . واستدل كل قائل بنصوص . فمن الأول قوله : { يَوْمَ يَغْشَاهُمُ ٱلْعَذَابُ } [ العنكبوت : 55 ] . قال الفخر الرازي . وإنما سميت القيامة بها الاسم ، لأن ما أحاط بالشيء من جميع جهاته فهو غاش له ، والقيامة كذلك من وجوه . الأول ، أنها ترد على الخلق بغتة ، وهو كقوله : { أَفَأَمِنُوۤاْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ ٱللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً } [ يوسف : 107 ] . والثاني : أنها تغشى الناس جميعاً من الأولين والآخرين . والثالث : أنها تغشى الناس بالأهوال والشدائد . ومن استدلالهم على أنها النار ، قوله تعالى : { وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمْ ٱلنَّارُ } [ إبراهيم : 50 ] . وقيل الغاشية : أهل النار يغشونها أي يدخلونها ، فالغاشية كالدافة في حديث الأضاحي . وقال الطبري : والراجح عندي أن الله تعالى أطلق ليعم ، فيجب أن تطلق ليعم أيضاً . والذي يظهر رجحانه والله تعالى أعلم : أنها في عموم القيامة وليس في خصوص النار ، فالنار من أهوال ودواهي القيامة ، وهو ما يشهد له القرآن في هذا السياق من عدة وجوه ، ومنها : أنه جاء بعدها قوله : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ } [ الغاشية : 2 ] ، ويوم أنسب للقيامة منه للنار . ومنها : التصريح بعد ذلك ، بأن من كانت تلك صفاتهم تصلى ناراً حامية ، مما يدل على أن الغاشية شيء آخر سوى النار الحامية . ومنها : أن التعميم ليوم القيامة يشمل جميع الخلائق ، وهو الأنسب بالموقف ، ثم ينجي الله الذين اتقوا . وقد بين الله تعالى قسيم هذا الصنف ، منا يدل على أن الحديث المراد إلغاؤه ، إنما هو عن حالة عموم الموقف . قوله تعالى : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَىٰ نَاراً حَامِيَةً } الآيات . اتفقوا على أن يومئذٍ ، يعنى يوم القيامة . وقال ابن حيان : والتنوين فيه تنوين فيه تنوين عوض . وهو تنوين عوض عن جملة ، ولم تتقدم جملة تصلح أن يكون التنوين عوضاً عنها ، ولكن لما تقدم لفظ الغاشية . وأل موصولة باسم الفاعل ، فتنحل للتي غشيت أي للداهية التي غشيت ، فالتنوين عوض من هذه الجملة التي انحل لفظ الغاشية إليها ، وإلى الموصول الذي هو التي ، وهذا مما يرجح ويؤيد ما قدمناه ، من أن الغاشية هي القيامة . وجوه يومئذٍ خاشعة ، بمعنى ذليلة . قال أبو السعود : وهذا وما بعده وقع جواباً عن سؤال ، نشا من الاستفهام التشويقي المتقدم ، كأنه قيل من جانبه صلى الله عليه وسلم " ما أتاني حديثها ، فأخبره الله تعالى . فقال : وجوه " إلخ . قال : ولا بأس بتنكيرها لأنها في موقع التنويع ، اي سوغ الابتداء بالنكرة كونها في موقع التنويع : وجوه كذا ، ووجوه كذا . وخاشعة : خبر المبتدأ ، أي وما بعده من صفاتهم . وقوله : { عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ } العمل معروف ، والنصب : التعب ، وقد اختلف في زمن العمل والنصب هذين ، هل هو كان منها في الدنيا أم هو واقع منهم فعلاً في الآخرة ، وما هو على كلا التقديرين : فالذين قالوا : هو كان منهم في الدنيا ، منهم من قال : عمل ونصب في العبادات الفاسدة كعمل الرهبان والقسيسين والمبتدعة الضالين ، فلم ينفعهم يوم القيامة ، أي كما في قوله : { وَقَدِمْنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً } [ الفرقان : 23 ] . ومنهم من قال : عمل ونصب والتذ ، فيما لا يرضى الله ، فعامله الله بنقيض قصده في الآخرة ، ولكن هذا الوجه ضعفه ظاهر ، لأن من هذه حالهم لا يعدون في عمل ونصب بل في متعة ولذة . والذين قالوا : سيقع منهم بالفعل يوم القيامة ، اتفقوا على أنه عمل ونصب في النار من جر السلاسل ، عياذاً بالله . وصعودهم وهبوطهم الوهاد والوديان ، أي كما في قوله : { سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً } [ المدثر : 17 ] ، وقوله : { وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً } [ الجن : 17 ] . وقد ذكر الفخر الرازي تقسيماً ثلاثياً ، فقال : إما أن يكون ذلك كله في الدنيا أو كله في الآخرة ، أو بعضه في الدنيا وبعضه في الآخرة ، ولم يرجح قسماً منها إلا أن وجه القول بأنها في الدنيا وهي في القسيسين ، ونحوهم . فقال : لما نصبوا في عبادة إله وصفوه بما ليس متصفاً به ، وإنما تخيلوه تخيلاً أي بقولهم { ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ } [ المائدة : 73 ] وقولهم : { عُزَيْرٌ ٱبْنُ ٱللَّهِ } [ التوبة : 30 ] ، فكانت عبادتهم لتلك الذات المتخيلة لا لحقيقة الإله سبحانه . ولا يبعد أن يقال على هذا الوجه : إن من كان ممن لا ينطق بالشهادتين ويعمل على جهالة فيما لا يعذر بجهله أن يخشى عليه من هذه الآية ، كما يخشى على من يعمل على علم ، ولكن في بدعة وضلالة . ومما يشهد للأول حديث المسيء صلاته . ولأثر حذيفة " رأى رجلاً يصلي فطفق فقال له : منذ كم تصلي هذه الصلاة ؟ قال منذ أربعين سنة . قال له : ما صليت منذ أربعين سنة ولو مت على ذلك ، مت على غير فطرة محمد صلى الله عليه وسلم " . والأحاديث الواردة في ذلك على سبيل العمومات مثل قوله صلى الله عليه وسلم : " من عمل عملاً ليس عليه أمري فهو رد " أي مردود . وحديث الحوض " فيذاد أقوام عن حوضي ، فأقول : أمتي ، أمتي ، فيقال : إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك إنهم غيَّروا وبدَّلوا " . ونحو ذلك مما يوجب الانتباه إلى صحة العمل وموافقته لما جاء به النَّبي صلى الله عليه وسلم . وكذلك القسم الثاني كما في قوله : { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِٱلأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ } [ الكهف : 103 - 104 ] الآية . أما الراجح من القولين في زمن { عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ } أهو في الدنيا أم في الآخرة ؟ فإنه القول بيوم القيامة ، وهو مروي عن ابن عباس وجماعة ، والأدلة على ذلك من نفس السياق . ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلام جيد جداً في هذا الترجيح ، ولم أقف على قول لغيره أقوى منه ، نسوق مجمله للفائدة : قال في المجموع في تفسير هذه السورة بعد حكاية القولين : الحق هو الثاني لوجوه ، وساق سبعة وجوه : الأول : أنه على القول الثاني يتعلق الظرف بما يليه ، أي وجوه يوم الغاشية ، خاشعة عاملة ناصبة صالية . أما على القول الأول فلا يتعلق إلاَّ بقوله : تصلى . ويكون قوله : خاشعة صفة للوجوه ، قد فصل بينها وبين الموصوف بأجنبي متعلق بصفة أخرى . والتقدير : وجوه خاشعة عاملة ناصبة يومئذٍ تصلى ناراً حامية ، والتقديم والتأخير على خلاف الأصل ، فالأصل إقرار الكلام على نظمه وترتيبه لا تغيير ترتيبه ، والتقديم والتأخير ، إنما يكون مع قرينة . والثاني : أن الله ذكر وجوه الأشقياء ووجوه السعداء في السورة بعد ذلك { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ * لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } [ الغاشية : 8 - 10 ] ، أي في ذلك اليوم ، وهو يوم الآخرة : فالواجب تناظر القسمين أي في الظرف . الثالث : أن نظير هذين القسمين ما ذكر في موضع آخر في قوله : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ * تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ } [ القيامة : 22 - 25 ] ، وفي موضع آخر في قوله : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَفَرَةُ ٱلْفَجَرَةُ } [ عبس : 38 - 42 ] ، وهذا كله وصف للوجوه في الآخرة . الرابع : أن المراد بالوجوه أصحابها لأن الغالب في القرآن وصف الوجوه بالعلامة كقوله : { سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ } [ الفتح : 29 ] ، وقوله { فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ } [ محمد : 30 ] ، وهذا الوجه لم تتضح دلالته على المقصود . الخامس : أن قوله : خاشعة عاملة ناصبة ، لو جعل صفة لهم في الدنيا لم يكن في هذا اللفظ ذم ، فإن هذا إلى المدح أقرب ، وغايته أنه وصف مشترك بين عباده المؤمنين وعباده الكافرين ، والذم لا يكون بالوصف المشترك ولو أريد المختص ، لقيل : خاشعة للأوثان مثلاً ، عاملة لغير الله ، ناصبة في طاعة الشيطان ، وليس في القرآن ذم لهذا الوصف مطلقاً ولا وعيد عليه ، فحمله على هذا المعنى خروج عن الخطاب المعروف في القرآن ، وهذا الوجه من أقواها في المعنى وأوضحها دلالة . وقد يشهد له أن هؤلاء قد يكون منهم العوام المغرورون بغيرهم ، ويندمون غاية الندم يوم القيامة على اتباعهم إياهم ، كما في قوله تعالى : { وَقَال الَّذِينَ كَفَرُواْ رَبَّنَآ أَرِنَا ٱلَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ ٱلأَسْفَلِينَ } [ فصلت : 29 ] . السادس : وهو مهم أيضاً ، أنه لو جعل لهم في الدنيا لكان خاصاً ببعض الكفار دون بعض ، وكان مختصاً بالعباد منهم ، مع أن غير العباد منهم يكونون أسوأ عملاً ويستوجبون أشد عقوبة . السابع : أن هذا الخطاب لو جعل لهم في الدنيا لكان مثله ينفر من أصل العبادة والتنسك ابتداء ، أي وقد جاءت السنة بترك أصحاب الصوامع والمتنسكين دون التعرض لهم بقتل ولا قتال ، كما أنها أقرت أصحاب الديانات على دياناتهم ، مما يشعر باحترام أصل التعبد لعموم الجنس ، كما أشار رحمة الله تعالى عليه . وقد أوردنا مجمل كلامه رحمه الله ، لئلا تتخذ الآية على غير ما هو الراجح فيها ، أو يحمل السياق على غير ما سيق له ، وقد ختم كلامه بتوجيه لطيف بقوله : ثم إذا قيد ذلك بعبادة الكفار والمبتدعة ، وليس في الخطاب تقييد ، كان هذا سعياً في إصلاح الخطاب بما لم يذكر فيه 1هـ . ومن الذي يعطي نفسه حق إصلاح الخطاب في كلام رب العالمين ، إنها لفتة إلى ضرورة ومدى أهمية تفسير القرآن بالقرآن ، الذي نهجه الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن . وقد بدا لي وجه آخر ، وهذا لو جعل هذا العمل الكفار والمبتدعة ، لكان منطوقه أن العذاب وقع عليهم مجازاة على عملهم ونصبهم في عبادتهم تلك ، والحال أن عذاب الكفار عموماً إنما هو على ترك العمل لله وحده ، وعقاب المبتدعة فيما ابتدعوه من ضلال ، فإذا كان ما ابتدعوه لا علاقة له بأركان الإسلام ولا بالعقيدة ، وإنما هو في فروع من العبادات ابتدعوها لم تكن في السنة ، فإنهم وإن عملوا ونصبوا فلا أجر لهم فيها ، ولا يقال : إنهم يعذبون عليها بطل ذلك المذكور مع سلامة العقيدة في التوحيد ، والقيام بالواجب في أركان الإسلام ، إذ العذاب المذكور ليس مقابلاً بالعمل والنصب المذكور ، والله تعالى أعلم . قوله تعالى { تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ } . قيل : حاضرة ، ويل : شديدة الحرارة ، وهذا الأخير هو ما يشهد له القرآن في قوله تعالى : { يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ } [ الرحمن : 44 ] ، ومعلوم أن الحميم شديد الحرارة ، كما أن حملها على معنى حاضرة لم يكن فيه بيان معنى ما في تلك العين من أنواع الشراب المعد والمحضر لهم ، وفي المعجم حميم آن : قد انتهى حره ، والفعل : أنى الماء المسخن يأني بكسر النون . قال عباس : @ علانية والخيل يغشى متونها حميم وآن من دم الجوف ناقع @@ قوله تعالى { لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ } ؟ تكلم الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب في الجمع بينه وبين قوله تعالى : { فَلَيْسَ لَهُ ٱلْيَوْمَ هَا هُنَا حَمِيمٌ * وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ } [ الحاقة : 35 - 36 ] ، وبين الصحيح من معنى الضريع ما هو ، وأنه نبت معروف للعرب ، وهو على الحقيقة لا المجاز . وقد أورد الفخر الرازي سؤالاً والجواب عليه ، وهو كيف ينبت الضريع في النار ؟ فأجاب بالإحالة على تصور كيف يبقى جسم الكفار حياً في النار ، وكذلك الحيات والعقارب في النار . وهذا وإن كان وجيهاً من حيث منطق القدرة ، ولكن القرآن قد صرح بأن النار فيها شجرة الزقوم ، وأنها فتنة للظالمين في قوله : { أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِيۤ أَصْلِ ٱلْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ ٱلشَّيَاطِينِ * فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا ٱلْبُطُونَ } [ الصافات : 62 - 66 ] ، فأثبت شجرة تخرج في أصل الجحيم ، وأثبت لها لازمها وهو طلعها في تلك الصورة البشعة ، وأثبت لازم اللازم وهو أكلهم منها حتى ملء البطون . والحق أن هذا السؤال وجوابه قد أثار المبطلون ، ولكن غاية ما في الأمر سلب خاصية الإحراق في النار عن النبات ، وليس هذا ببعيد على قدرة من خلق النار وجعل لها الخاصية . وقد وجد نظيره في الدنيا فتلك نار النمروذ ، كانت تحرق الطير في الجو إذا اقترب منها ، وعجزوا عن الدنو إليها ليلقوا فيها إبراهيم ووضعوه في المنجنيق ورموه من بعيد ، ومع ذلك حفظه الله منها بقوله تعالى لها : { كُونِي بَرْداً وَسَلاَمَا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ } [ الأنبياء : 69 ] ، فسبحان من بيده ملكوت كل شيء .